دائما تحضر والدتي" رحمها الله" الى ذاكرتي وبالذات عندما يكون الموقف الرسمي أقرب " للهبل " منه للجدية الرسمية ، وفي خبر تم نشرة بقوة نفوذ الاعلام الرسمي الموالي لبعض المسؤولين في قطاع الخدمات العامة ؛ ويقول الخبر أنه واثناء زيارة رئيس بلدية الزرقاء للدنمارك تلقى اتصال هاتفي من مواطن .... ، وفي خاتمة الخبر أنه تم اتلاف 1250 كيلو من الالبان ومشتقاتها من أحد المصانع في المدينة ؛ وهنا نحن نتحدث عن مصنع تتم فيه عملية التصنيع والتوزيع والتسويق في نفس الوقت ، ويقوم هذه المصنع باستخدام مادة " سوربات البوتاسيوم " في تصنيع الالبان والاجبان واللبنة ، وهي مادة يمنع استخدامها في تلك الصناعة كونها تعتبر مادة سامة ومسطرنة .
وقصة والدتي" رحمها الله " هنا أنها قالت لي يوما مثل جميل جدا يصف تلك الحالة من التغطية الإعلامية التي لاتؤدي هدفها الوقائي والتشهيري بمثل هذه المصانع ومن يقف وراءها من اصحاب رؤوس اموال ومتنفذين لدى الجهات الرقابية ، وقصة هذه المثل أنه كان هناك صوت عال جدا يصدر من احدى غرف المنزل في قرية من قرى الريف ، وعند البحث في اسباب الصوت العالي تبين أن هناك امرأة مصابة بالعمى تقوم "بحفحفة " أي نزع شعر أمرأة مجنونة ، وصوت المرأة المجنونة يصدح في كل القرية وهي تطلب النجدة والمساعدة كون المرأة المصابة بالعمى لاتعرف من أين تنزع الشعر فهي تنزعه من كل مكان تصل اليه يدها ، واجمل ما من الموقف أن من يقف وراء الباب كانت أمرأة مصابة بالطرش ، والمرأة المجنونة تطلب منها المساعدة ؟ .
وهذه حال ما حدث في مدينة الزرقاء ما بين المصنع والجهات الرقابية ورئيس البلدية ، وعن توزيع الأدوار هنا لايمكن تحديدها كي لانتهم بالتشهير أو القذف أو التجريح واتركها للقارىء ومخيلته في تحديد أي من الجهات تلك هي المجنونة أو الطرمه أو العمياء ؟، والجهة الوحيد التي يمكن تحديدها هم سكان القرية " مدينة الزرقاء" اللذين تناولو من تلك الالبان ومشتقاتها قبل أن يتم كشف التلاعب من قبل المصنع الذي لايعرفون اسمه أو أسم منتجه التجاري " الطرمه " .