الأردن يدشّن عملية تأهيل الجنرال "حفتر" بعد سلسلة من اللقاءات السرية

الأردن يدشّن عملية تأهيل الجنرال "حفتر" بعد سلسلة من اللقاءات السرية

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - لا أحد يعرف بصورة محددة طبيعة ما يريده الجنرال الليبي خليفة حفتر من دولة مثل الأردن سياسيا وأمنيا.

رغم ذلك وللمرة الأولى بعد زيارة ثالثة للرجل حظي بإستقبال رسمي في مطار عمان تخلله تحية ثلة من الحرس العسكري وموسيقى عسكرية قبل الإنتقال للمحطة الأهم حيث إستقبله الملك عبدالله الثاني شخصيا في قصر الحسينية المعتمد لإستقبال الشخصيات الكبيرة.

بدا لافتا جدا للنظر أن البيان الرسمي الصادر عن لقاء العاهل الأردني بالجنرال حفتر تطرق إلى بحث مشترك لكل القضايا المحورية في المنطقة خصوصا مكافحة الإرهاب خلافا للعلاقات الثنائية وهي نفسها الصيغة التي تستعمل في الإعلام الرسمي عند التحدث عن إستقبالات القصر للزعماء وقادة الدول.

الصيغة التي إعتمدت في البيان الرسمي تحدثت عن إستقبال ملكي لـ”القائد العام للجيش الليبي”.

سبق ان توقف الجنرال حفتر في عمان بعدة زيارات “سرية الطابع″ بناء على تنسيق مع الأمريكيين مرة ومع الإماراتيين مرة ثانية لكن دون الإشارة له في بيانات رسمية بإعتباره قائدا للجيش الليبي.

لكنها المرة الأولى التي يتم فيها إستقبال القائد الليبي الذي لا يحظى عمليا وبصفة قانونية بموقع رسمي بصورة رسمية تماما وتليق بكبار الضيوف، الأمر الذي يشير لتفاهمات إقليمية من الواضح أن عمان على علم بها تحت إطار ترتيب الوضع في ليبيا أولا.

والأهم ثانيا حيث إنتاج أوسع مساحة إسناد محتملة عربيا وإقليميا ودوليا للجنرال حفتر الذي يحارب حاليا في بلاده عدة أطراف بنفس الوقت .

لافت ايضا ان حفتر يستقبل كالزعماء في عمان بعد شائعة مقتلة مؤخرا بمعنى أن الرجل يعلن عن وجوده وعن نفسه وبصورة مثيرة سياسيا وإعلاميا من العاصمة الأردنية عمان التي كانت دوما على صلة بتداعيات الملف الليبي.

عمان الحريصة جدا على قراءات وإستشعارات دقيقة لبوصلة التحولات في المنطقة بحثا عن مصالحها الأساسية لا يمكنها إرسال كل تلك الرسائل من خلال إستقبال حفتر بالطريقة التي تمت بدون أرضية مشتركة ومعلومات مسبقة وتنسيق مع لاعبين أساسيين في المحور الإقليمي.

سياسيا يمكن القول أن عملية “تعميد” تجري للجنرال حفتر حتى يتأهل لقيادة ليبيا مستقبلا ضمن ترتيبات التسوية الشاملة التي يتحدث عنها وزير الخارجية الفرنسي.

هذه العملية ووفقا لمصادر القدس العربي يدشنها الأردن لكن تدعمها من وراء الستارة وبقوة مصر ودولة الإمارات والسعودية ودول النادي الخليجي فيما يعتقد وعلى نطاق واسع بأن الهيئة الإعلامية التي ظهر عليها حفتر في العاصمة الأردنية لا تكرسه فقط رقما صعبا وأساسيا في المعادلة الليبية المعقدة ولكنها تمهد لحسم عسكري وشيك أو على الأقل لمعركة مدعومة إقليميا ودوليا سيخوضها الجنرال حفتر قريبا.

أردنيا التعامل بهذه الحفاوة مع الجنرال حفتر بعد الإنفتاح على إيران ينتج مساحة إضافية من المناورة أمام تنامي الدور الإقليمي خصوصا وان حليف عمان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهتم جدا بدعم حليفه في المعادلة الليبية تحت عناوين مجابهة الإرهاب التي أصبحت عمليا العناوين الأبرز لحركة الأردن السياسية في المسار الإقليمي .

الأردنيون لديهم خبرة سابقة في التعامل مع الملف الليبي فقد سبق لهم أن قاموا بتدريب ألاف من رجال الأمن الليبي وشاركوا في عملية تحرير العزيزية في عهد الراحل معمر القذافي ولديهم صلات إستشارية قوية خصوصا في مجال التعاون الأمني والعسكري مع القوات العاملة تحت أمرة الجنرال حفتر.

على هذا الأساس يعتقد بأن عمان مهتمة بأن تكون من المحطات الأساسية التي تساهم في تتويج وإعتماد الجنرال حفتر.

القدس العربي