زاد الاردن الاخباري -
منذ أعوام بعيدة وأنا أطالب بتحالف عربي قوي ومحكم، وفي العام 2011 بدأت أتحدث عن نواة تحالف استراتيجي سعودي إماراتي سوف يقلب خارطة الوطن العربي ويعيد كل الحسابات: العربية العربية – والعربية الغربية، وكان بعض الناس يضحكون من رؤيتي فيما ستفعله السعودية والإمارات والأردن (وقت الجد)، وهذا ما حدث، فقد تدخل (تحالف الحزم) في مصر وبذل الغالي والنفيس لتعود مصر مستقرة هادئة قوية، واظهر تماسكا صلبا في مواجهة الأمريكان ومخططاتهم في المنطقة، ووقف بوجه تركيا والإخوان المسلمين واطماعهم الإستراتيجية، وعاد الآن بقوة ليحسم أمر التدخل الإيراني في اليمن.
بالأمس تراجعت باكستان عن دعم (تحالف الحزم) وقدمت قدما ورجعت أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة للعثمانيين الأتراك الذين راحوا لحياكة المؤمرات والتذلل لطهران والإستجداء عند أقدام الفرس، ولكن تحالف الحزم لم تثنه تلك الطعنات بل بقي صادما في وجه التغلل الفارسي إلى أعماق وقلب اليمن العربي السني السعيد.
الأردن لديه موقف استثنائي ، يقول ضاحي خلفان في تغريدة له على تويتر صباح أمس (النشامى الأردنيون تحية لهم على تعاضدهم معنا...وداعا باكستان) وهذا يُظهر أن الأردن أصبحت جزءا رئيسيا من تحالف الحزم، وأن هناك نية وتوجه كامل للإستمرار في تكريس القوة العربية المشتركة، التي يمكنها التصدي لأية أخطار قد تهدد المنطقة والأمة العربية.
نعم نريد أن نكون جزءا وحليفا قويا داعما بل ومشاركا في كل القرارات الخليجية، ونريد أن يفهم العالم أننا قد نتحالف مع أمريكا وقد نعقد اتفاقيات مع غيرها ولكن، ووقت الجد، فإن الأردن هو جزء أساسي ولاعب متقدم في القوة العربية وفي تحالف الحزم المنيع.
لله والحق والتاريخ، لدي قناعة أكيدة أن تحالف الحزم هو حلم تحرير الأمة من التبعية الذي بدأ يتحقق وينمو ويكبر وأنه قد أصبح مثل كرة الثلج التي تكبر يوما بعد يوم، وأن التحالف سوف يستمر بإذن الله حتى تعود الأمة إلى سابق أمجادها وتتخلص من كافة أعدائها، وأنه سوف ينتصر على التمدد الفارسي ويضع له حدا، بالحرب أو بالسلم ثم يلتفت إلى باقي مشاكل الأمة التي تحتاج إلى علاج جذري، وعلى رأسها تحرير فلسطين الحبيبة.