زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - كانت تستذكر تلك الذكريات التي تجمعها بزوجها ، وما تكاد تمر لحظات حتى تفكر مليا بجارتها ، التي لعبت دورا بطوليا في هذه القصة المأساوية.
سناء - اسم وهمي - لم تكن تختلط بجيرانها ، بل كان جل اهتمامها ووقتها لابنتها الوحيدة ، ولبيتها ولزوجها ، ولم تتوان في واجباتها الزوجية ، وكانت حريصة على أن تجعل من منلها جنة لزوجها ، فهو موظف حكومي ، وكان يحاول إرضائها ، فقد كان يحبها بشغف ، يخرج وسناء برفقة ابنتهما للتنزه ، بعد ان يرتاح من عناء العمل .
نعم ، لقد كان انموذجا في الحب والإخلاص والتفاني ، إلا ان جاءت عاصفة بددت سعادتهما ، ولم تكن في الحسبان.
بدأت تلك العاصفة ، بعد ان تعرفت الجارة على سناء ، حتى بدأت الزيارات بينهما ، علما ان الجارة متزوجة ولديها أبناء ، إلا أنها لم تكترث لذلك ، فقد كانت تحاول جذب زوج سناء لها ، لتبدأ الأفكار الشيطانية برسم معالم الإنجذاب لدى زوج سناء ، وبدأ يقارن معالم زوجته بجارتها ، حيث راقت تلك المواصفات للزوج ، ولم تكن تعلم سناء ، ان مدح الزوج للجارة مقصود ، بل كانت تعتبر كلام زوجها الجميل مجرد "مجاملة" للجارة ، ولكن كل كلمة مقصودة.
رحلة العذاب مع سناء ، بدأت حينما علمت بعلاقة عاطفية تجمع الزوج بالجارة ، وقد كانت تتشاجر مع زوجها في سبيل الطلاق ، وكان زوج سناء ، يعدها مرارا إن تطلقت من زوجها ليقوم بالزواج منها على الفور ، وكانت الاتصالات بينهما باستمرار ، عند خروج زوجها من العمل وعند خروجه إلى عمله ، ولم تضع نصب عينهيها مخافة الله في هدم منزل نتيجة لشيطانيتها الهدامة.
سناء ، لم تمل من المحافظة على زوجها ، ولم تكن تتوقع أن دخول جارتها لمنزلها سيقلب الوضع رأسا على عقب ، وستحول حياتها لجحيم ، زوجها الذي كان يحاول إسعادها ، لم يعد يكترث لها ، فلا تجدها إلا باكية ، مطالبة زوجها بالإستجابة عن تساؤلاتها لماذا تخلى عنها؟ ولماذا اختار الجارة؟ وماذا سيكون مصيرها وابنتها؟.
المفاجأة ، أن الجارة تطلقت ، بعد مشاجرات مع زوجها ، وتخلت عن أبنائها ، وتزوجت من زوج سناء ، وتبددت سعادة سناء بالشقاء ، وجالست ذكرياتها في منزل أهلها، فلم تطق أن ترى زوجها في أحضان سيدة أخرى ، فقد انتقل للعيش مع الجارة في بيت آخر بعيد عن الحراة ، وسط استكار عائلته وعائلة سناء ، وابنته تتساءل : ليش اعملت هيك يا بابا ، وسناء أصابها الإعياء ، فلم تتخيل نفسها ان تعيش صدمة بهذا الشكل.