بدر .. يعمل بوظيفة "صفيف " للشاحنات في احدى الشركات الكبرى التي تأسست عام 1947، رغم أن عقده مع الشركة " حل " 12 مرة لاسباب عدة لا يعلمها الا القائمون على ادارة الشركة ، الا انه في كل مرة تتم اعادته الى عمله كونه الوحيد القادر على اعطاء الاشارات الارشادية بيديه لسائقي الشاحنات؛ ليقوموا بالاصطفاف في الساحة المخصصة لذلك دون الارتطام بالرصيف او بشاحنة أخرى ، والاهم أن لا تتجاوز الشاحنات تلك الخطوط الحمر التي وضعت لهم من قبل ادارة الشركة .
بدر .. مستمتع بوظيفته ، ويقوم بالمهام الموكلة اليه بأمانة ، الى أن " فعطت " في احد الايام حصوة من تحت عجل شاحنة في أثناء اعطائه الاشارات لسائقها للاصطفاف، ولسوء حظه فقأت عينه .. نقله أصدقاؤه الى المستشفى ، وبعد محاولات عدة من قبل الاطباء لانقاذ عينه ، خرج احدهم واخبر زملاء بدر ومحبيه بالحقيقة المرة : " عين بدر ما بطيب ، وأن طابت ما بيشوف فيها".
حال بدر حال " مجمع العبدلي" ، الذي شهدت قبته العديد من الطوش والصراعات التي وصلت الى استخدام أسلحة ثقيلة وكلاشنكوفات من قبل بعض اعضائه المطلوبين للقضاء المتسترين بحصانتهم البرلمانية، فمنهم من هو متهم بسرقة الكهرباء لمنزله، أو بتزويرشهادة جامعية، أو بخطف أقربائهم الموقوفين في المراكز الأمنية ، أو من قبل بعضهم الذين لا يجيدون سوى السعي الحصول على اعفاءات علاجية أو تقديم خدمات لمناطقهم الانتخابية ، ولا يعرفون الا خوض المناورات التي لا تهدف الا لخدمة مصالحهم ، ويتقنون حمل البلالين واحضار كعكة عيد الميلاد ، وتوزيع التسالي والكاشو والمكسرات ، ومطاردة القطط والعصافير التي تتسلل الى داخل قبته .
ويعد " مجمع العبدلي " تجمعا يضم تحت قبته المبتدئين بالسياسة الباحثين عن الشهرة الشعبية جنبا الى جنب مع السياسين المتمرسين ، من اصحاب الفكر السياسي الذين ترجموا مواقفهم الثابتة خلال تعاملهم مع القوانين وارائهم التي تترجم على شكل كتل برلمانية لها عمل على ارض الواقع ، وتجد في " المجمع " من وصل بـ"التزوير أو باستخدام المال السياسي"، واستمالة الناخبين باللسان المعسول ، أو من اوصلتهم عشيرتهم ، الى جانب من وصلوا لفكرهم وحبهم للعمل العام ورغبتهم بالخدمة العامة من اصحاب الخبرة السياسية والحزبية مع من كان هدفه من الوصول " للمجمع " حماية مصالحه الخاصة فقط .
وصل الأمر بالمسؤول عن " مجمع العبدلي " أن حوّل بعض أعضائه الى لجان السلوك لاتخاذ اجراءات بحقهم وصلت حدّ تجميد العضوية ، واستجواب من تلفظ بالفاظ لا تليق بالمجمع ، وطرحت بحق بعضهم عقوبة الحرمان من حضور الجلسات التي تعقد في العبدلي ، ووصل الامر الى طرح حرمان بعض الاعضاء من " الخرجية " التي تدفع بدل حضورالاعضاء للجلسات التي تعقد في " المجمع " ، ورغم كل هذه الاجراءات التي لا يطبق نصفها تبقى عقوبات على ورق لا تنفذ ولا تردع .
ويبقى حال " مجمع العبدلي " حال عين بدر : " ما بطيب ، وأن طابت ما بيشوف "..
Jaradat63@yahoo.com