بدء أعمال القمة العربية

بدء أعمال القمة العربية

زاد الاردن الاخباري -

افتتحت في مدينة شرم الشيخ المصرية اليوم السبت، القمة العربية رقم 26 بحضور 14 زعيما، وعلى طاولتها عدة موضوعات، في مقدمتها التحالف العربي الذي ينفذ ضربات ضد الحوثيين في اليمن.

وحضر جلالة الملك عبدالله الثاني الجلسة الافتتاحية للقمة، بعد أن أجرى جلالته عقب وصوله، مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما التقى ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

وألقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة الافتتاح، باعتباره رئيس الدورة السابقة للقمة العربية، في حين تستضيف المغرب القمة المقبلة بحسب ما جاء في جدول أعمال القمة الحالية.

وتناقش القمة إنشاء قوة عربية مشتركة للتصدي للجماعات المتشددة، لا سيما تنظيم "داعش" الذي ينتشر في سورية والعراق وليبيا.

كما تحتل القضية الفلسطينية موقعا متقدما على جدول القمة، حسب مصادر دبلوماسية عربية.

وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنه واجه صعاب وتحديات حتى يتمكن من حضور القمة العربية.

وأضاف خلال كلمته في القمة العربية "أشكركم على تعاطفكم مع الشعب اليمني ودعمكم للشرعية والاستقرار.. أتيت لكم من اليمن الجريح للمشاركة في القمة العربية ولو تعلمون ما واجهته من صعاب كي أحضر معكم وتعرضت لأكثر من هجوم قبل المجيء لكم".

وقال إن "الحوثيين عملوا على عسكرة العاصمة صنعاء بدعم من أطراف داخلية وأخرى إقليمية لا تريد لليمن والمنطقة العربية الامن والاستقرار".

وأكد الرئيس اليمني أن "التدخل الخليجي في اليمن جاء استنادا لميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك والمادة 65 من ميثاق الأمم المتحدة".

وقال إن "عاصفة الحزم هي تطبيق عملي للدعوةِ الجَادة بتشكيلِ قوة عربية مشتركة تسهم في المحافظة على أمننا القومي العربي".

وتابع "أدعو إلى استمرار عملية ( عاصفة الحزّم ) حتى تعلن هذه العصابة استسلامها، وترحل من جميع المناطق التي احتلتها، وتسلّم كافة الاسلحة الثقيلة والمتوسطة سواءً التي نهبتها أو التي سبق أن أمدتها بها إيران للحرب على الدولة على مدار الأعوام السابقة".

وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامى اياد مدني، خلال كلمته في افتتاح القمة، إن المنظمة تشجع الحوار بين القوى السياسية الفاعلة في ليبيا، بما يضمن وحدتها واستقرارها، مؤكدا أن التفتت المذهبى والخطاب المتطرف من أكبر التحديات التي تواجه عالمنا العربى.

وأضاف مدني، أن الجميع ينظر للقمة بترقب، ففي الوحدة قوة الشعوب الإسلامية، وتابع: "ليس من المعقول أن تكون رسالة الإسلام هى الشقاق والتناحر، وخطاب التطرف هو نتاج السياسة وهو بعيد عن الدين لأنه يخدم أجندات سياسية تفرق لتسود .

من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن القمة العربية تأتي في وقت محوري، حيث تتعرض المنطقة للحرب والعنف وأعمال الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الذي لا يبدو نهاية له.

وأضاف كي مون، أن التهديدات التي تواجه العالم العربي تتجاوز المنطقة، وتشكل تحديا مباشرا للسلام والأمن الدولي، داعيا لمواجهة هذه التحديات وأن يكون هناك حاجة للإجراءات الأمنية، وأوضح أن الاعتماد على الحلول العسكرية ليس الحل الوحيد.

وشدد كي مون على أن الاستجابات الأمنية يجب أن تتم بطريقة تحمي حقوق الإنسان، مضيفا أن محاربة التطرف بارتكاب انتهاكات أمر خطأ، ويؤدي لنتائج عكسية، مشيرا إلى أنه بدون الحكم الرشيد وسيادة القانون، واحترام حقوق المرأة وحقوق الإنسان كافة، لا يدعم الاستقرار السياسي على المدى الطويل.

وأكد كي مون أنه قلق من الأوضاع باليمن، وأدان محاولات الحوثيين والرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح لتقويض الاتفاقيات السياسية بالقوة العسكرية.

ودعا كي مون الى ايجاد حل سلمي في اليمن ، وتحديد خطوط ارشادية واضحه لتسوية الازمة في اليمن.

امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي اكد ان العالم العربي ومنذ نشاة جامعة الدول العربية قبل 70 عاما يواجه تحديات جسام شهد خلالها العديد من محاولات التدخل فى شئونه الداخلية وتهديد سيادة الدول وتعرضت عدة دول للعدوان بل وللاحتلال فى بعض الاحيان وفى مواجهة كل هذا تضامنت الدول العربية ونسقت جهودها قدر استطاعتها ووفقا لما سمحت به الظروف المتاحة .

واضاف العربي "وفي خضم كل ذلك كانت القضية الفلسطينية دائما ولا تزال تشكل التحدى الاكبر والاخطر فى المنطقة العربية على اتساعها لن تنعم بالسلم والاستقرار والامن طالما استمر الاحتلال الاسرائيلى فى الاراضى الفلسطينية وطالما ان الجهود الدولية المبذولة لمعالجتها ما تزال تراوح مكانها".

ودعا العربي الى تبنى مقاربة جديدة تهدف الى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند الى مبادرة السلام العربية والى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لانهاء الاحتلال الاسرائيلى واقرار حل الدولتين واعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال العربي أن فرص تحقيق السلام الشامل والعادل فى المنطقة تتضاءل ومستقبل المشروع الوطنى يتعرض لافدح المخاطر اذا لم يتحمل العرب والمجتمع الدولى ومجلس الامن المسئولية لوقف مسلسل المفاوضات العبثية ودفع اسرائيل لاقامة حل الدولتين وفق جدول زمنى محدد والية تضمن التزام التنفيذ وذلك تحت الاشراف المباشر لمجلس الامن باعتباره يتحمل المسئولية الرئيسية للمحافظة على السلم والامن الدولى.

وبين العربي ان نظرة سريعة على واقع العالم العربى توضح عمق المأساة وحجم التحديات غير المسبوقة التى نشهدها وليست مجاراة الاعداء فحسم هى المسئولة عن ذلك ولكن تراكم المشكلات والازمات التى تواجه دول المنطقة منذ عقود طويلة وباتت تهدد كيانات الدول العربية ووحدتها الوطنية فى الصميم وتنذر بمخاطر الانزلاق الى هوة من الفوضى والدمار.

واعرب العربي عن أمله بان تطلق عملية عاصفة الحزم التى بادرت المملكة العربية السعودية واشقاؤها فى التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن مقاربة جديدة للتعامل العربى الجماعى الفعال مع التحديات الخطيرة التى تواجه الامن القومى وسلامة واستقرار الدولة الوطنية العربية بمختلف مكوناتها.

كما اعرب العربي عن التأييد التام لهذه المبادرة باعتبارها اجراء لابد منه من اجل حماية ابناء الشعب اليمنى وحكومته الشرعية التى جاءت استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد فشل جميع الجهود التى بذلت من اجل وضع حد لتمادى جماعة الحوثيين .