من الصعب أن يتم تغيير الصورة النمطية بين يوم وليلة وكما يقال بجرة قلم ، بل بحاجة لسنوات من التغذية الإعلامية المكثفة التي تؤدي الى إحداث تغيير بسيط في مكونات هذه الصورة عند الناس ، والأمثلة على ذلك كثيرة وتقوم بها دول وتنفق عليها ملايين الدولارات لشركات العلاقات العامة والإعلام .
وعندنا في الأردن يريد " عقل عمان " العجوز أن يغيير الصورة النمطية التي بنيت خلال سنوات طويلة عن مفهوم مخالفة السير لدى المواطن ، ويظن ايضا هذا العجوز أن الاعفاء من مخالفات الايام الماضية وبعد تركيب الكاميرات الجديدة سوف يغيير تلك الصورة النمطية ، وهي صورة ترتكز على قاعدة الجباية فقط ولاشيء أخر ، ورغم الجهود التي تبذلها الأمانة والبلديات لإخراج أنفسها من هذه الصورة النمطية إلا أن واقع الأمر يؤكد على فشلها بذلك ، وخلال متابعات ردود الفعل من قبل الناس حول وجود الكاميرة كان هناك إتفاق شبه عام على أن وجودها لامانع فيه ولكن ...؟ .
وهذه ال" لكن " هي سبب رئيس في فشل المحاولات لإخراج الجهات ذات العلاقة من دائرة الاتهام في الجباية ، وتلك " لاكن " تمثلت بأن هناك خدمات غير مقدمة يتحقق من خلالها معادلة التساوي بين القانون ومخالفته كون الدولة عملت ما عليها من واجبات ، ومن أبرزها وجود المواقف والطرق المعبدة بيسر وسهولة وعدم وجود الحفر ، واهمها وجود الافتات المرورية الواضحة التي تعطي سائق المركبة المعلومات المرورية كي يتبعها ، وفي النهاية قال أحد المواطنين أنه لا مانع لديهم من مخالفته بل سوف يبتسم و" لكن " تلك وقفت بينه وبين أن يعدل من الصورة النمطية القائمة على الجباية من وراء تركيب تلك الكاميرات بل وكافة المخالفات المرورية التي يتعرض لها ؟ .