زاد الاردن الاخباري -
يتضح ان العلاقة الاردنية الايرانية تسير نحو الانفتاح التدريجي الحذر، غير ان بعض الاصوات في ايران تحاول عرقلة اي انفتاح، خاصة من جهة العسكر الذين طالما حاولوا الادلاء بتصريحات استفزازية للاردن على مدار الخمسة عشر عاما الماضية.
انفتاح عمان على طهران، برغم الظرف الاقليمي المناوئ لاية علاقات سواء من دول الخليج العربي او اسرائيل، الا ان الاردن قرر رسم خريطة طريق للبحث عن تنويع في خياراته السياسية والاقتصادية.
وعلى الجانب الاردني فان هناك قوى مازالت تعارض اي نوع من الانفتاح خاصة من قبل جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوسط الاسلامي، وقوى قومية ترى في ايران تهديدا واضحا للاردن خاصة عندما يتم طرح السياحة الدينية.
بالامس تحدث قائد فيلق القدس الإيراني، الفريق قاسم سليماني، أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، فضلا عن أنها قادرة على تحريك الوضع في الأردن ايضا.
واكد سليماني أن العراق وسورية يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها، حديث سليماني الذي يعتبر ابرز شخصية عسكرية وامنية في ايران، باعتباره على راس جهاز يسمى حامي الثورة الايرانية، له مفاعيل ودلالات واشارات ورسائل للمنطقة، وليست رسائله هذه للداخل الايراني.
الاردن رسميا اكد ردا على هذه التصريحات بان الجيش والاجهزة الامنية قادرة على رد اي تدخل او عدوان او محاولة زعزعة امن واستقرار المملكة.
ومن دون الاشارة الى اسم سليماني قال المصدر: لقد جرب الكثير محاولات زعزعة امن الدولة واحداث اختراقات على الحدود لكن القوات المسلحة الجيش العربي المصطفوي والاجهزة الامنية كانت لهم بالمرصاد.
ودعا المصدر الى عدم الالتفات لمثل هذه التصريحات التي تحاول استفزاز علاقات الدول.
السفير الايراني في عمان مجتبى فردوسي بور قال تعليقا منه على تصريحات تخرج من مسؤولين عسكريين تحاول زعزعة العلاقات بين عمان وطهران: يجب على الاردن ان يعرف ان التصريحات التي تخرج من رئيس الجمهورية والحكومة هي المواقف الرسمية للبلاد في علاقاتها مع الاردن.
مراقبون يرون ان برودة العلاقات الثنائية بين عمان وطهران على مدار اكثر من 10 سنوات كان سببه التقارب والتحالف الاردني الخليجي، غير ان الاستدارة الاردنية باتجاه طهران وضعت علامات استفهام حول سر وتوقيت هذا الانفتاح.
سلسلة من الاخبار الصحافية توالت خلال الايام الماضية عقب الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية ناصر جودة للعاصمة الايرانية، وتوجيه رسالة من الملك عبد الله الثاني لتهنئة علي خامنئي المرشد الاعلى للثورة الايرانية، اضافة لاستقبال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية هايل داوود المرجع الديني اللبناني حسين فضل الله، وتصريحات وزير السياحة والاثار حول رفع الفيتو الاردني على زيارة الايرانيين للمراقد واضرحة آل البيت في مدينة مؤتة في المزار الجنوبي، قدمت رسائل استوقفت المراقبين لمعرفة مفاعيل هذه الرسائل بكل الاتجاهات. وبالامس استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم.
وأكد جلالته، خلال اللقاء الذي بحث العلاقات الأردنية العراقية وسبل تعزيزها، وقوف الأردن الكامل إلى جانب الأشقاء العراقيين ودعم مساعيهم في محاربة الإرهاب وتنظيماته، وبناء حاضر ومستقبل أفضل للعراق، وتمكينه من ترسيخ وحدته الوطنية وبمشاركة جميع أطياف الشعب العراقي.
كل هذه الرسائل اعطت المراقبين ان في الافق في علاقات عمان وطهران شيئا، فسره بعضهم بانه خطوة استباقية لاي اتفاق غربي مع ايران بخصوص الملف النووي، اضافة الى تعرف عمان على اللاعب الجديد في المنطقة بعد ان اصبحت القوات الايرانية التي تساند العراق وسورية على حدود الدولة الامر الذي يستدعي فتح الملف معهم لترتيب هذه العلاقة.
العرب اليوم