إربد : مشاجرة بسبب "عداد تاكسي"

إربد : مشاجرة بسبب "عداد تاكسي"

زاد الاردن الاخباري -

ما يزال قرار إلزام سيارات الأجرة (التاكسي) بتشغيل عداد الأجرة غير مفعل في إربد، رغم مرور 25 عاماً على إصداره، فيما تخضع الأجرة إلى مزاجية وتقدير السائقين بشكل متفاوت.

ويفضل الكثير من السكان عدم الطلب من السائق تشغيل العداد خشية دخوله بمشاجرة معه، قد تعرضه للإحراج أحيانا أمام زوجته وأولاده، وأحيانا أخرى الدخول إلى المستشفى بسبب الإصابات التي قد تلحق به جراء التشاجر معه.

ويستغرب المواطن محمد عبيدات عدم إلزام السائقين بمثل هذا القرار، وما يدعوه للدهشة أن يتقاضى سائق تاكسي دينارا ونصفا كأجرة عن مسافة كيلو متر واحد لإيصاله من دوار جامعة اليرموك إلى مجمع عمان الجديد، دون أن يلتزم سائق التاكسي بتشغيل عداد الأجرة.

ويقول إنه يقع في إشكالات كثيرة مع السائقين وتتطور أحيانا إلى مشادات كلامية عند الطلب منهم تشغيل العداد، مؤكدا أنه يضطر مكرها خشية التأخر عن عمله لقبول الأمر الواقع وتجنب تقديم شكوى للجهات المعنية، خاصة أن ذلك يتطلب "حضوري إلى المحكمة أكثر من مرة كشاهد أو مشتكٍ".

ويلمس عبيدات المزاجية التي تحكم الأمور في استخدام العداد، عندما يستقل التاكسي في معظم الأيام في ذهابه وإيابه من وإلى الجامعة، حيث يبادر السائق بالسؤال عن المكان الذي يقصده، فإذا كان المكان بعيداً استخدم العداد وإذا كان خلاف ذلك تجاهل استخدامه ولجأ إلى طلب مبلغ دينار ونصف إذا كانت المسافة قصيرة، ودينارين إذا كانت أبعد مع أن القيمة المتحققة في حالة تشغيل العداد قد تكون أقل.

ويشير إلى أنه ومع انخفاض أسعار المحروقات، ما يزال سائقو التاكسي يتقاضون أجورا مرتفعة ودون تشغيل عداد الأجرة، داعيا إلى تكثيف الرقابة عليهم وسحب التراخيص من أي سائق لا يلتزم بتشغيل العداد.

ويتساءل المدرس فراس الشياب عن أسباب عدم إلزام تشغيل عداد الأجرة في مركبات مكاتب التاكسي في إربد فيما هي ملزمة في عمان، لافتا إلى أن عداد التاكسي ما يزال مغيباً عن الاستخدام في إربد للمسافات القصيرة بينما يستخدم في المسافات البعيدة كونها لصالح السائق.

ويضيف أنه يفضل عدم الطلب من سائق التاكسي تشغيل العداد خوفا من دخوله بمشاجرة أو مشادة كلامية قد تعرضه للإحراج، خصوصا إذا كانت زوجته وأولاده برفقته، أو حتى خشية تعرضه للإصابات نتيجة التشاجر مع السائق.

وتقول الموظفة في القطاع الخاص علا محمد، إن كل سيارة تاكسي تطلب أجرة مغايرة، مشيرة إلى أن المسافة بين منزلها ومكان عملها لا تتعدى الكيلو متر واحد، في حين أن سائقي التاكسي يطلبون أجورا متفاوتة.

وتبين أن سائقي التاكسي لا يقومون بتشغيل العدادات بحجة أن العداد معطل وغير صالح.

وتضطر سهى أحمد إلى استخدام التاكسي يوميا أكثر من مرة، ولكنها لم تنجح في إقناع أي من السائقين بتشغيل العداد ما يدعوها في نهاية المطاف للاستسلام للأمر الواقع ودفع أجرة تزيد حسب تعبيرها على ثلث الأجرة.

وتعتبر أن مزاجية السائقين هي التي تتحكم بتشغيل العداد، مؤكدة أنها تدفع أجرة تكاد تكون مضاعفة أثناء الظروف الجوية الماطرة أو ساعات الذروة صباحا وعصرا.

ويؤكد سائقون أن التعرفة الحالية لا تحقق التوازن المطلوب بين مصالح المشغلين والمواطنين، فالمشغلون يطالبونهم بغلة معينة وإلا طردوا من العمل، والمواطنون يريدون تعرفه تتناسب وإمكاناتهم.

وأكدوا أن عدم تشغيل العداد في بعض الحالات داخل إربد يعود إلى الخلافات التي تحدث ما بين المواطنين والسائق، كون مثل هذه المسافات يترتب عليها مبلغ أكثر من المتعارف عليه، وهو ما يرفض المواطن الالتزام به. ويرى السائق هاشم محمد أن استخدام عداد الأجرة في سيارات مكاتب التاكسي ازداد بصورة واضحة في الفترة الحالية نظرا لكثرة المخالفات التي تضبطها المباحث المرورية وأن الأصل هو استخدام العداد.

ويشير إلى لجوء بعض السائقين إلى العرف السائد، الذي حدد الأجرة بنصف دينار في السابق ودينار ونصف في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى سبب رئيسي يتمثل في قصر المسافات التي تستخدم فيها سيارات التاكسي في إربد.

ويوضح أن ارتفاع أسعار المحروقات في السنوات السابقة أسهم أيضا بقيام بعض السائقين برفع الأجرة، وخصوصا أن تعرفة العداد غير مجدية، مشيرا الى ان السائقين مجبرون على وضع العداد في التاكسي خوفا من المخالفة.

ويبين رئيس قسم السير في إربد المقدم عيد الخريشا، أن القسم وبالتعاون مع المباحث المرورية حرر 150 مخالفة مرورية تتعلق بعدم تشغيل العداد في التاكسيات العاملة في محافظة إربد الشهر الماضي.

ويقول الخريشا إن "رقباء السير يضبطون ما يعادل يوميا 18 مخالفة مرورية تتعلق بعدم تشغيل العداد"، مؤكدا تراجع عدد المخالفات جراء التزام السائقين بتشغيل العداد، إضافة إلى الرقابة اليومية على التاكسي مساء وصباحا من أجل ضبط المخالفين.

ويؤكد أن نسبة التزام السائقين بتشغيل العداد تتجاوز 70 % جراء الرقابة التي تفرضها الجهات الأمنية على تلك السيارات، مشيرا إلى أنه يتم ضبط سائق التاكسي متلبسا من خلال قيام رقباء السير بارتداء الزي المدني والركوب بالتاكسي وبالتالي تحرير مخالفة.

ويشدد الخريشا أن هناك متابعة مستمرة من دوريات الأمن العام ورجال السير على التاكسي، مؤكدا أنه تم تحرير العديد من المخالفات بحق التاكسيات التي لا تتقيد بتشغيل العداد وتبلغ قيمة المخالفة 30 دينارا.

ويؤكد الخريشا عدم سيطرة رجال السير على السائقين ومخالفتهم، دون تعاون المواطن والإبلاغ عن التاكسي الذي لا يلتزم بتشغيل عداد الأجرة، مشيرا إلى أنه لا يعقل وضع رجل سير على كل تاكسي، داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي سائق تاكسي غير ملتزم من اجل اتخاذ الإجراءات معه.

ويبين أن جميع سيارات التاكسي في مدينة إربد لا تُرخص ما لم يكن عداد الأجرة صالحا 100 %، مؤكدا أن قسم السير وضع خطة كاملة لمتابعتهم، بهدف القضاء على ظاهرة عدم تشغيل العدادات في إربد.

ويوضح أن الإجراءات المتخذة من قبل رجال قسم السير بحق السائقين الذين لا يقومون بتشغيل العدادات لأول مرة يتم تحرير مخالفة لهم، وكتابة تعهد خطي وبعدها إذا ارتكب المخالفة مرة ثانية يتم تحويله إلى محافظ إربد.

ويؤكد أن سائقي التاكسي يقومون باستغلال الركاب ومضاعفة أجور التاكسي إلى حوالي النصف في كثير من الأحيان، مشيرا إلى أن العداد الموجود داخل التاكسي هو الحكم والفيصل ما بين الركاب وسائقي التاكسي.

ويوضح الخريشا أن غالبية العدادات الموجودة داخل سيارات الأجرة صالحة، بيد أن كثيرا من السائقين يرفضون تشغيلها من أجل كسب أكبر قدر ممكن من المال بأقل التكاليف، مؤكدا أن قسم السير يعد برنامجا كاملا أسبوعيا بواقع 4 مرات ما بين فترات صباحية ومسائية.

ويرد الخريشا على تبريرات السائقين المتعلقة بعدم جدوى تشغيل العداد، بقوله إن العداد هو الفيصل الوحيد ما بين السائق والراكب.

وكانت مؤسسة المواصفات والمقاييس دعت إلى ضرورة تفعيل موضوع عدادات سيارات التاكسي في محافظات الشمال تطبيقا للقانون وحفاظا على حقوق المواطنين وأصحاب سيارات التاكسي، نظرا للإشكالات التي تحدث بين المواطنين وسائقي سيارات التاكسي سببها عدم تشغيل السائق للعداد، إما لعدم رغبة منه بتشغيله أو بسبب تعطله أو عدم وجوده أصلا، وفي أحيان أخرى بسبب الخلاف بين المواطن والسائق على طريقة الدفع هل تكون على العداد أم بمبلغ يتفق عليه يكون في كثير من الأحيان مجحفا لأحد الطرفين.

يذكر أن عدد مكاتب التاكسي في إقليم الشمال يبلغ 80 مكتبا تضم 1670 سيارة منها 65 مكتبا في محافظة إربد.

الغد