أثار خطاب الملك المباشرة والصادر من القلب الكثير من المواقف التي خرجت لتؤكد على صراحة وعفوية الخطاب وقدرة الملك أن يعيد التوازن للوطن في اللحظة التي يفتقد بها الأخرين من اصحاب القرار البوصلة ، ولاتعود لديهم رؤية واضحة لما هو حال الوطن كونهم لاينظرون الى الأعلى بل يفضلون أن تبقى رؤوسهم التي بها عيونهم تنظر لمستوى واحد لايتجاوز أكتاف ورؤوس من هم مقابلهم وبحجمهم السياسي .
والحديث هنا يأتي من باب ما أراد أن يقوله الملك بكل بساطة وهدوء يصعب توفرهما لدى الكثيرين من رجال السياسة لدينا ، والذي اراد به الملك هنا يطرح بسؤال بسيط " لمن نرفع رؤوسنا كأردنيين ؟ " ، لأن في مقابل رفع الرؤوس هناك إنحتاءتها تقديرا واحتراما لكل من يقف في خندق الوطن الواحد ويقدم الكثير دون أن ينتظر مقابل " ، ومقولة " انحني لك إحتراما , نحني لكم احتراما " تؤكد على ما قصده الملك في خطابه أن نرفع رؤوسنا في اللحظة التي نجد بها أنفسنا قد مسنا بها السوء أو عدم التقدير أو الاحترام من قبل أي شخص أو جهة نتعامل معها ، وأن نحني احتراما لكل شخص أو جهة تقدر وتحترم كوننا أردنيين مواطنين في وطن واحد يتسع لنا جميعا .
ونحن كشعب أردني لم نرتكب أية خطيئة أو مذلة قد تجبرنا على أن نبقي رؤوسنا منخفظة لأجل أحد، وذلك على مستوى علاقاتنا مع الدول العربية أو العالمية وشعوبها وخصوصا اخواننا في الدم والعقيدة والعروبة ، ولكن هناك من ارتكب بحقنا كشعب وكمواطنين الكثير من الخطايا التي تحملها الشعب من أجل أننا في مركب واحد ولا يمكن أن يغرق اناس دون الأخرين في اللحظة التي يعلن بها عن وقوع العاصفة ، ووجد الشعب في تلك اللحظة أن هناك من كان يعد العدة لتلك اللحظة بل أنه قد جمع كما جمع سيدنا نوح ما يمتلك وغادر المركب ناجيا بنفسه وما حمل معه ، هؤلاء هم اللذين يجب أن نرفع رؤوسنا أمامهم ونعلنها لهم بأننا " أردنيين" ولن نخفض رؤوسنا لهم بعد اليوم " احتراما" ، وأول من يجب أن نرفع روؤسنا أمامهم بكل بعز وقوة هم رجال السياسة من سلطات تنفيذية وتشريعية ونعلن لهم أننا " أردنيين " لن نقبل المذلة أبدا وان حاولو أن يوهمونا بأنهم إذا غرق المركب سوف يغرقون معنا ؟ .