أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأعيان يصادق على تمديد اتفاقية تشغيل المطار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين السجن لأردني عبأ فلتر السيارة بالمخدرات الساكت: اعتماد كبير على المنتجات الأردنية في رمضان من قبل المستهلكين المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية غرف الصناعة تطالب بربط شمول الشيكات بالعفو العام بإسقاط الحق الشخصي التنمية: عقوبات لمخالفي جمع التبرعات 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع إسرائيل تغلق معبر الكرامة الحدودي مع الأردن بنك الإسكان يواصل دعمه لبرامج تكية أم علي بمشاركة واسعة من موظفيه في أنشطة شهر رمضان 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة مركز الفلك: الأربعاء 10 نيسان عيد الفطر الإفتاء الأردنية توضح حكم تناول أدوية سد الشهية في رمضان أهالي الاسرى الاسرائيليين يجتمعون مع نتنياهو اسعار الخضار والفواكهة في السوق المركزي اليوم. بوتين: لن نهاجم "الناتو" لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث تداعيات الربيع العربي على شخصية العرب والمسلمين

تداعيات الربيع العربي على شخصية العرب والمسلمين

تداعيات الربيع العربي على شخصية العرب والمسلمين

03-03-2015 07:47 PM

زاد الاردن الاخباري -

إنَّ ما تعيشهُ المنطقةُ العربيةُ اليوم تحت مُسمّى " الربيع العربي " ساهم بشكل أو بآخر في رسم وترويج صور ذات دلالة خاصة قد يكون لها من التأثير على الاسلام والعرب ما يفوق ما انتشر قبلها بأضعاف مضاعفة !!
وليس ذلك من قبيل المبالغة على الاطلاق , خصوصا اذا الحقنا ذلك بتلك النتائج والتداعيات المرتبطة بالتغيرات التي تعصف بالمنطقة العربية بأسرها والمستمرة حتى لحظتنا هذه ,, فالموضوع لا يقف ابدا عند حدود ثورات سلمية طالب ابنائها بالحرية والعدالة والتخلص من حكومات الاستبداد والقهر على مدار عدة سنوات مضت ويكتفي الامر عند هذا الحد .
ان ما نعيشه اليوم بعد اندلاع التغيرات العربية يحمل في طياته هواجس مخيفة لا بد من الوقوف عندها على نحو علمي وفكري بصير ,, ولسنا هنا في صدد تحليلها منذ بدايتها المتمثل بالثورة التونسية مرورا بمصر وليبيا وغيرها من الدول الاخرى.
بل لا بد لنا هنا ان نبين ملامح الصورة التي تُتنقل عن " الشخصية العربية والاسلامية " لتصبح بمثابة الاحكام القطعية المنطبعة في اذهان كافة ابناء العالم الغربي , كيف لا والادلة على ذلك موجودة على ارض الواقع يتم توثيقها بواسطة وسائل الاعلام , وبالصوت والصورة والتحليل الدقيق , حتى تصبح بذلك دليلا قاطعا لا مراء فيه على الاطلاق بالنسبة لكافة سكان العالم !!
ولعلّ ما يحدث في سوريا من قتل حتى وقتنا هذا يشير الى ان هناك طريق مبهم وغير واضح في معالمه ابدا على عكس غيرها من الدول الاخرى , اذ بلغ امتدادها الزمني الى مايزيد على الثلاث سنوات , ولا يبدو ان هناك زاوية واحدة تساهم في الخروج الى حل ما ينهي تلك المجازر والمذابح الجماعية الجارية على أراضيها , والموجهة في الغالب بحق الابرياء من المواطنين والذين لا ذنب لهم سوى كونهم من سكان تلك الارض !!
ومن هذه النقطة تحديدا (المجازر والمذابح) نجد المدخل المناسب لنا في هذا الميدان ,, خصوصا عند الحديث عن نتائج تلك الحملات القتالية الجارية على الساحة السورية , والتي انتقلت بدورها الى ما يجاورها من دول عن طريق تدخل بعض الجماعات فيها والمشاركة في القتال بين أطراف القضية الأصليين , فمن خلال محاولة حصر تلك الجماعات المقاتلة على الميدان نجد أنفسنا أمام مجموعة ليست بالقليلة على الاطلاق , ولعل أشهرها وأشدها خطورة ما يسمى ب _ دولة الخلافة الاسلامية في العراق و الشام / (داعش) _ والتي أصبحت مع ظروف الأيام القليلة الماضية وما رافقها من عمليات بشعة كحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة , وقتل الصحفيين اليابنيين ومجموعة من الاقباط المصريين .
ساهمت عمليات القتل تلك بجعل ( داعش) حديث الصغار قبل الكبار , والأميين قبل المتعلمين , والعوام قبل المثقفين , وقليلي الالتزام قبل الملتزمين في عالمنا العربي والإسلامي , بل والله حديث العالم أجمع وبدون استثناء !!
ولا شك ان هناك غيرها الكثير من الجماعات على التأكيد ,, وليست القضية في الحصول على عددها بالضبط او معرفة مسمياتها بالدقة, بل القضية في ما يدعيه كل طرف منها صادقا قيامه بالدفاع عن الحق والعدل والسلام انسجاما مع مبادئ دينهم الذي يدعوهم الى ممارسة تلك الافعال .
فإذا كان الاسلام هو دين كل تلك الجماعات المسلحة ,ألا يحق لنا في هذا المقام ان نتسائل عن طبيعة تلك الصورة التي تشكلها تصرفاتهم وخطاباتهم التي تنقل الى العالم صبحا ومساءا .
كيف ينظر العالم الى مجموعة مسلحة تقوم باسم الاسلام بممارسة تصرفات وحشية لا تمت الى الانسانية بصلة, وتسفك دم الرجال والنساء والاطفال والابرياء بدم بارد وبدون استثناء ,,, ولا بد من التركيز على ان هناك ظروفا ذات دلالة خطيرة تسهم في ترسيخ وطبع هذه الصور القبيحة والصاقها باسم الامة العربية والاسلامية على عمومها , فليس الجميع في الغرب قطعا لديه نفس المقاييس في الحكم على الشعوب العربية , اذ هناك من يأخذ بعين العقل ويفصل تلك التصرفات عن امة كاملة , وفي المقابل ايضا هناك من يمارس _ بقصد او بدون قصد_ ما يسمى " بأغلوطة التعميم " والمتمثلة في اطلاق حكم عام على امة كاملة , او شعب كامل , او جنس بأسره , نتيجة تصرف طائفة أو شخص واحد من افراده .
من يتابع نموذجا واحدا من نماذج ممارساتهم يرى انها تعطي اشارات واضحة الى ممارسات وتعاليم الدين الاسلامي ,, واذا كان لنا هنا ان نشير الى بعضها على شكل نقاط فنقول :
- الشكل العام لأفراد الجماعات ( الاسلامية ) : حيث يظهر عليهم الشكل العام المشير الى رجال الدين واهل الالتزام من مثل اطلاق اللحى الكثة وعدم ترتيبها !!
- ترديد بعض العبارات والجمل الخاصة بالدين الاسلامي من مثل " التكبير والتهليل " , وموطن الأهمية في وقت ترديدها اذ يتم عند ممارسة فعل القتل وإراقة الدماء , بما يوحي أنها تساهم في التقرب الى الله وأن ما يتم ذبحة أشبه بالقربان !!
- راية وشعار بعض تلك الجماعات ذو اللون الاسود والمكتوب عليه " الشهادتين " او بعض العبارات والجمل الاسلامية !!
الا تساهم تلك الافعال والسلوكيات في ترسيخ تلك الصور المغلوطة عن شخصية الامة العربية والاسلامية وطبعها في اذهان سكان العالم كاملا ,, الا يتم بذلك حصر الصورة في قالب واحد يظهر الامة العربية والاسلامية ويؤكد على كونها ارهابية تعشق القتل وسفك الدماء باسم الدين !!
وان كان صحيحا ما يقوله البعض في ان الغرب هو من ساهم في ايجاد تلك التغيرات واشعال لهيبها في منطقة الشرق الاوسط كافة , وساهم ايضا في ظهور بعض تلك الجماعات (مثل داعش) المسلحة والمقاتلة على ارض الميدان في بعض تلك الدول , على الرغم من كل ذلك يمكن ايضا ان تكون قد تلك الدول الغربية قد استغلت ما يحدث في سبيل تحقيق اهدافها ومصالحها , تماما مع ما ينسجم مع مبدأ اقتناص الفرص , فمن المعلوم ان حكومات دول الغرب تعمل جاهدة على ترسيخ الصور المغلوطة عن العرب والمسلمين لدى ابنائها وشعبها على العموم ,ولن تجد ابدا افضل من تلك الطرق في سبيل الوصول الى ما تصبو اليه عن طريق التركيز على مثل تلك الممارسات والافعال المنفّرة ونقلها بسهولة ويسر عن طريق وسائل الاعلام , ذاك السلاح الخطير في عصرنا الحاضر, والذي ما أخطأ أبدا من وصفه ب " سلاح العصر الفتاك " !!

بقلم : عمر سليمان ملكاوي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع