معقول يا دولة الرئيس

معقول يا دولة الرئيس .. أن يمارس في بعض دوائرنا أسلوب ( القصاص )، ومعاقبة من يعبرون بحرية عن رأيهم ، بحرمانهم من التقدم الوظيفي وتولي المناصب الاشرافية والإدارية ، ومنعهم من المشاركة في اللجان العاملة في مؤسساتهم ، وحرمانهم من المكافآت والحوافز ؟

معقول يا دولة الرئيس .. أن تدار مؤسسات الدولة بأسلوب (القصاص )المتعارف عليه في مدارسنا ، حيث يتم توجيه العقوبة للطالب المشاغب ، بإخراجه من الغرفة الصفية وحرمانه من حضور الحصة التدريسية ، أو الإكتفاء بتوقيفه بزاوية الغرفة وقضاء ما تبقى من الحصة وقوفا ، فيكون بذلك مجرد مستمع ، لا يُسمح له بالإستفسار وطرح الأسئلة ، ويمنع حتى من المشاركة ؟


معقول يا دولة الرئيس .. أن يتم اعتماد أسلوب "القصاص"من قبل من يتسترون خلفك ، ويتصرفون بفردية، اعتقادا منهم أن هذا سيرضي المسؤولين والمرؤوسين ، وتبيضا لوجوههم لضمان استمرارهم بمناصبهم ومواقعهم، أو قد تكون رسالة غير مفهومة من قبل المنفذين كون مسؤوليهم لا يريدون أصلا توجيه "القصاص "؟!

معقول يا دولة الرئيس .. أن يتم محاسبة من يخلص لوطنه وتقع على عاتقه من باب المواطنة الصادقة والحس الوطني، أن يكون صوتا لمن لا صوت له،بتعبيره عن رأيه بحرية كفلها له الدستور ؟! .

معقول يا دولة الرئيس.. أن يتم معاملة كل من يشهر قلمه في وجه الفساد وقول كلمة الحق كعدو؛يتم التضييق عليه والوقوف في وجهه بمختلف الأساليب الكيدية، وقمعه والضغط عليه ومعاقبته بكافة الأشكال، لمجرد أنه عبر عن رأيه بدافع الغيرة على وطنه ومصالحه، بدلا من حمايته والدفاع عنه ؟!.

معقول يا دولة الرئيس .. أن يساء للحكومة ولسمعتنا خارجيا في المحافل الدولية التي تتربص لنا فترصد تراجعنا الملموس في مقياس الحريات ، حتى بات الأردن في تراجع مستمر في هذا المجال ، فكل مسؤول يقع على عاتقه الافصاح عما يتعرض له من ضرر التعبير العلني بذلك ، حتى لا يتستر معاونيه من الصفوف التي تليه لوقف ممارساتهم الخاطئة ، إن كانت لا أساس لها وتعتبر من "شور راسهم"

معقول يا دولة الرئيس.. أنكم تريديون تكميم الأفواه وقمع الحريات وتكسير الأقلام التي تكتب ضد الفساد والمفسدين ؟!، أم أن هناك ممن يستغلون الوضع لصالحهم ويلصقون قراراتهم بكم ويشوهون صورتكم، متجاهلين بتصرفاتهم الانعكاسات السلبية التي تضعف السلطة الرابعة وبالتالي على هيبة الدولة، بعد أن بدا واضحا ارتفاع الزيادة في قمع حرية التعبير في دولة يملأ نفوس بعض مسؤوليها الإرهاب ،مثلما أصبح يحيطها الإرهاب من كل جانب؟!.

معقول يا دولة الرئيس .. أن يصل الأمر في لجان "شكلية" تمارس بأسلوب "هزلي " البت في تعيينات معدة مسبقا،إلى الاعتذار من المتقدم للوظيفة وقبل الاستماع لما لديه من أفكار وطرح خبراته في مجال عمله، معتمدة على معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة،قدمت لهم تظهر فيها النية المبيتة تجاه أشخاص، فقط لمجرد أنهم يعرضون رأيهم من باب حرية الرأي والتعبير ؟!..ليُسجل بذلك سابقة هي الأولى من نوعها في معاقبة المدافعين عن الحريات.

معقول يا دولة الرئيس .. أن نتعذر بإجادة اللغات لوظائف لا يقع ضمن وصفها الوظيفي أنها تعتمد على لغة بعينها من قبل لجنة لا يجيد أغلب أعضائها غير اللغه العربية ؟؟!.

معقول يا دولة الرئيس .. أن يتم اطلاق وعود واهية - من باب جبر الخواطر- للمعترضين الأقل حظا بمنحهم الوظائف الادارية ، ممن اشتكوا لجلاديهم !.

معقول يا دولة الرئيس .. أن يصبح دور الإعلام مقتصرا على تعظيم الانجازات ، بمنأى عن شقه الثاني الذي يسعى لكشف مواطن الخلل والتنبيه إلى الممارسات التي يقوم بها بعض المسؤولين اتجاه هذا البلد الطيب ،لتصويبها ووقف العمل بها ومحاسبة المسئين، وذلك حفاظا على حقوق الغير ، وحماية البلد من الطامعين !.

معقول يا دولة الرئيس .. أن تتخلى أجهزة الدولة عن مساندة الإعلام لها في هذه المرحلة التي يكتنفها الكثير من الضبابية ، ليكون له دوره اتجاه حماية مصالح الدولة ، وليس لحماية مصالح أفراد إرضاء لمسؤوليهم وابقائهم في مواقعهم ، بعد أن فقد البعض من القائمين على الاعلام البوصلة ، وتشتت تفكيرهم بين مفهومين، هل إعلامنا، إعلام حكومة أم إعلام دولة ؟.
إنهم بذلك يتناسون أن الأشخاص والأسماء والأماكن تتغير ، ويبقى الثبات للوطن.

معقول يا دولة الرئيس.. أن ننسى دور السلطة الرابعة في الإشارة إلى أخطاء جسيمة ارتكبتها حكومة سابقة،فكيف لنا أن ننسى دور هذه السلطة التي أثارت قضية التقصير بحق الأطفال الأيتام ،التي اثرها عبر جلالة الملك الراحل عن غضبه، وقدم حينها قصره لإيواء الأيتام بعد إجراء زيارة لدار الرعاية،وعقب هذه القضية الشهيرة عزلت الحكومة موجها الملك رسالة شديدة اللهجة لرئيسها حملت تلك العبارة الشهيرة " وزيرك الشاكي الباكي "! .

معقول يا دولة الرئيس .. وأنتم من تحملتم النقد منذ تسلمتم منصبكم بصدر رحب ، أنكم من أمرتم بمعاقبة من يمارس حرية الرأي ، التي أزعجتكم، وتسببت بإحراج المسؤولين معكم " حسب زعمهم " ، هل بهذا التصرف سيصلون لرضاكم ،أم أنهم يتسترون خلفكم لخدمة مصالحهم وتصفية حساباتهم الشخصية ؟!.

معقول يا دولة الرئيس .. أن يُعتبر لجوء أصحاب الأقلام الحرة إلى الرئة الإلكترونية لعرض آرائهم وممارسة حرية الرأي، جريمة يعاقب عليها، من قبل مسؤولين يستغلون تسترهم خلف رغبة مرؤوسيهم لتصفية حساباتهم ، وتقديم العطايا لأعوانهم؟!..

دولة الرئيس : لم تعد حرية التعبير مقدسة ،لأن هناك من يتطاولون عليها ويحاولون خرقها .
ويبقى القول الفيصل لديكم .. يا دولة الرئيس ؟ !. .
Jaradat63@yahoo.com