زاد الاردن الاخباري -
المتتبع لمناقشات مجلس النواب لموازنة عام 2015 تحت قبة البرلمان والراصد لكلمات السادة النواب يصنف الكلمات لثلاث مستويات، نواب معارضين للحكومة ويسحبون الثقة، ونواب يبحثون عن الاستعراض والطخ الاعلامي ودواخلهم متفقة مع الحكومة، ونواب ياغافل الك الله مسلمين امرهم للحكومة مقابل تمرير مصالحهم.
مما لا شك فيه بأن كلمة النائب عبدالهادي المحارمة كان لها الوقع الاكبر في نفس المواطن الاردني، وكان لها الاثر الاكبر في تغيير لون وجه رئيس الحكومة و بلع ريق وزرائه وبعضهم كان كمن اشعل صفيح تحته.
كل الوقائع التي ذكرها المحارمة بخطابه وقائع صحيحة وامور اوقعت النسور في حرج مابعده حرج، حيث تضمنت امور لايستطع النسور او اي من فريقه الوزاري انكار اي منها بل بالعكس لاقت تأييد اغلب اعضاء المجلس ولاقت استحسان واهتمام كل الوسائل الاعلامية الحكومية قبل الاهليه منها.
من تمييز الحكومة بين النواب نائب مطاوع ونائب ملاوع، الادها وامر سلطنة المناصب والوظائف الحكومية، اما القبر فبات قريب يانسور وبالقبر لن ينفعك لامال ولابنون ولاحتى كل اهل السلط.
كما ان بعض النواب حاولوا في مناقشتهم تقليد المحارمة في خطابه وسحب الضوء منه الا ان وقع كلمة المحارمة كان اكبر في نفس المواطن.
النوع الثاني من خطابات النواب كان له اسلوب مكشوف في معارضة الحكومة في الظاهر والتي تبطن رضا على الحكومة ولن اغلو وااكد انه باتفاق مبطن بين النائب والحكومة، نواب تفننو بالهروب من الواقع المؤلم والخوض في الموازنة اما لجهلهم بها او خوفآ على مصالحهم او كسبآ لرضى الحكومة.
نواب تاجرو بدم الشهيد معاذ الكساسبة، ونواب استعرضوا بالهجوم على داعش، ونواب تذكروا جرح العرب فلسطين.
المتعمق بهذه الخطابات يجد ان النواب هربوا من الخوض بالموازنة والحديث عن ضياع عدل الحكومة وكما قال المحارمة في خطابه "طبطبو على بعض" ووجدو في الكساسبة وداعش وفلسطين مخرجآ ذكيآ بكسب تأييد الشارع والهروب من الوقوف بوجه النسور، واغلب كلمات اليومين الاخرين كانت تحذو حذو كلمة المحارمة تقليدآ بالاسلوب بعيدآ عن قدرتهم على الحديث بنفس المضمون.
وهنا اود ان اقول لـ هاؤلاء النواب ان هذا الذي زكيتم انفسكم ودفعتم الغالي والنفيس له وهو تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان للدفاع عن حق المواطن وتحصيل حقوقه والوقوف بوجه فساد الحكومات ليس مكان للاستعراض والشهرة،ولكن من انتم، فإن انت نائب وليس لديك القدرة في نقد وتحليل موازنة يتعلق بها مصير وطن ومصير شعب فالاولى بك التنحى وان تترك الامانة لرجال تخاف الله بهذا الوطن.
اما النوع الثالث من النواب ... فـ على الله تعود يامسعود، الرياطي كان واضحآ مع نفسه ومع الشعب عندما اكد ان هذه مسرحية، مسرحية نواب تهاجم الحكومة وتصوت لصالح قراراتها اهذا استخفاف بعقل المواطن الاردني الحزين ام هذا سحر وتعويذات النسور، ولم ينفع تحصينك يارياطي، النائب الخرابشة باخر كلماته الغير مسموعه بعد التصويت للموازنة اكد انه لم يمر بتاريخ مجالس النواب تصويت مثل التصويت بهذا المجلس، حتى الاقتراحات التي مررها الخرابشة للرئاسة لم تناقش ولم تأخذ بعين الاعتبار من رئاسة المجلس، اي هردلة واي استخفاف واي تبجح يتبجح فيه هذا المجلس الا من رحم ربي.
ماعاذ الله، ماعاذ الله ان اكون استهزء بهذا المجلس وبرجالاته ولكن بصراحة .. جلطونا. من اين لنا بأمرة تنجب لنا كل يوم رجل مثل النائب عبدالهادي المحارمة او الرياطي او الخرابشة، ومن اين لنا برجال يخرج من اصلابها امرءة بالف رجل مثل النائب هند الفايز.
ولكن مالنا الا ان ننتظر محافظة ك جرش تعيد لنا جزءآ من حقنا المسلوب ولو معنويآ.
الدكتور ضيف الله ابوصعليك