انني لا اقصد بالمراهقة هنا عشيرة الصلعان الذين تولوا زمام امورنا لحقبة من الزمن ولكنني اقصد ذلك المسؤول المراهق بالفكر والمراهق في ادائه لواجباته الوظيفية والمراهق في حمل الامانة وتحمل المسؤولية وهذا النوع من المسؤولين هم من تسببوا في دمار معظم دول الربيع العربي فالامانة تعتبر وثيقة مقدسة بين الشعب والمسؤول اشفقت من حملها السماوات والارض والجبال لان عقاب من يخون الامانة عظيم فالتراخي في حمل امانة المسؤولية هو احد اهم اسباب وموجبات ضنك العيش وسوء الاحوال بعكس حسن الأمانة والتي عادة ما ينتج عنها حياة كريمة ورفاه وامن وعدالة بين المواطنين
انني اعرف عددا من المسؤولين الذين راهقوا في واجباتهم الوظيفية و استبدوا وتغولوا على مكانة الوطن وحقوق المواطنين واصبحوا يظهرون وكانهم يديرون عصابة خارجة عن القانون نتيجة لعدم المسائلة والمراقبة لهم فالصلاحيات المطلقة مفسدة مطلقة فهاهم يتسامرون مع المختلسين والفاسدين وشهود الزور ويقررون ماذا سيتم فعله في المكاتب الرسمية في اليوم التالي وفعلا ما زالوا ينجحون في معظم ما يخططون له اعتمادا على ضعفاء النفوس من بعض صغار الموظفين مقابل جزرة صغيرة تقدم لهم لكي يخرجوا عن النصوص والاصول والاعراف ويكيلوا بمكيال الظلم والاستبداد .
انهم لا يعلمون انها رحلة قصيرة ولن تطول وهذه سنة الحياة ولا يعلمون ايضا ان استمرار هذا النهج سيبقي جميع الابواب مشرعة امام اي سيناريو لا تحمد عقباه وقد تتسبب هذه الحالة بأكل الاخضر قبل اليابس اذا بقيت مشرعة على هذا النحو لذلك انا اتمنى لا بل ارجو اصحاب القرار ان يجنبونا شرور اولئك المراهقين ويستبدلوهم بالشخصيات الوطنية النزيهة صاحبة السمعة الطيبة والخبرات الشمولية لكي لا تتعرض السفينة لهبوب الريح وتبقى تسير وفق بوصلة الوطن التي رسمها جلالة القائد وما زلنا عاجزين عن فهمها واتقان تتفيذها
سائلا العلي القدير ان يكفينا شر اولئك المراهقين من المسؤولين ويحفظ لنا هذا الوطن ضمن الرؤى والنهج الذي رسمه جلالة القائد انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين