أكون صريحا مع الأخوة القراء أنه لا يمضي عليّ اسبوع من غير زيارة لأحد مراكز الايواء الموجودة في الاردن للأشقاء العراقيين الفارين من بطش وجرائم تنظيم داعش الارهابي اللعين فقد التقيت العشرات من الأسر المهجّرة في مرج الحمام والاشرفية وماركا والفحيص والزرقاء وغيرها .. أجلس مع رجالهم ونسائهم فيسوقون لي قصصا مرعبة وفظيعة ارتكبها الدواعش مع الأهالي الآمنين في مدينتي الموصل ونينوى وما حولها باسم الاسلام والجهاد المزعوم وديننا الاسلامي بالطبع بريء من كل سلوكياتهم المخزية .. قصص وروايات مفزعة يصعب تصديقها لولا انهمار دموع الأمهات اللواتي اختطف الارهابيون بناتهن وأبناءهن وأزواجهن وشاهدن بأمهات عيونهن اغتصاب بناتهن وقتل شبابهن في مشاهد يصعب وصفها ومناظر مثيرة ومقززة يرويها أولئك الأبرياء عن مجازر يرتكبها الارهابيون في العراق وكذلك في سوريا وغيرها باسم الاسلام والشريعة وديننا الحنيف براء منهم .
أقول أيها الأخوة القراء وبكل جرأة ومن غير تردد أنّ الإسلام أصبح في خطر وهو يواجه الآن محنة كبرى لم يسبق له أن عرفها عبر تاريخه ، وأشدّد على أنه إذا لم يتحرك المسلمون لوضع حد لجرائم داعش فإنهم معرضون لخطر كبير والخطر صار عليهم من داخل الإسلام وليس من خارجه والأعداء للأسف هم مسلمون من بلاد المسلمين .. وقد حذّر علماؤنا من خطورة انتشار الفكر الداعشي فى ظل الفتاوى والآراء التكفيرية التى تجد من يروّجها ويدعو لها وأكد العلماء أنّ تنظيم داعش لا يمثل أهل السنة حيث أن مذهب أهل السنة لا يجيز الاعتداء على الحرمات ولا على الآمنيين ولا على المسلمين .. وقالوا انّ تنظيم داعش أدخل أهل السنة مدخلا غير كريم وأساء إلى الإسلام بصورة بالغة وأظهره بأنه دين قتل وارهاب وانّ القتل الذي استباحه أعضاء هذا التنظيم والذي شاهدنا مؤخرا جزءاً منه هو قتل عمد يجب القصاص من مرتكبيه وأنّ هذا التنظيم يخدم بلا شك مصالح العدو الصهيوني المستفيد الأكبر من هذه الأفعال الاجرامية القبيحة .. واعتبرالعلماء في بيانهم أنّ التصدي لداعش والفكر التكفيري البهيمي أمر واجب على الأمة الاسلامية خاصة بعد قيام عناصر التنظيم بذبح الأبرياء وانتهاك الأعراض وتدمير المساجد ونهب ممتلكات الناس واضطهاد المظلومين .. لافتين الى أن ديننا الحنيف يرفض ما تقوم به هذه الميلشيات من أعمال وحشية تنسبها للاسلام والإسلام منها بريء معتبرين أنّ أهل هذا الفكر المتخلف هم خوارج هذا العصر ويتعين على المسلمين قتالهم وملاحقتهم وسحقهم من الوجود .. والناظر أيها الأخوة إلى رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجدها قد حفظت كرامة الإنسان ورفعت قدره وأنّ الجميع لهم حقوقهم الإنسانية كبشر أمام رب العزة لا يتميز الناس عند الله تعالى الا بمدى تقواهم وإيمانهم وحسن أخلاقهم وكم كان حرص سيدنا محمد على إبراز هذا المعنى الإنساني واضحا في تعاملاته وسلوكياته مع كل الناس .. فديننا الاسلامي هو دين السلام والتسامح والمحبة واحترام حق الإنسان في الحياة والعيش بأمن وكرامة بغض النظر عن لونه أو جنسه أو دينه أو معتقداته .
ومن هنا وفي ظلّ الممارسات الاجرامية المستمرة لعناصر داعش الارهابية وما نشاهده لهم من اساليب ذبح وقطع لرؤوس البشر الأبرياء مطلوب من كل العرب والمسلمين التصدي بحزم وقوة ومحاربة هذا التنظيم الإرهابي وهذا الفكر المتطرف اللعين المجرد من كلّ أشكال الانسانية .. ونقول إن كلّ من يؤيد هذا الفكر التكفيري أو يحاول تبريره بعد اليوم هو عدو للوطن وللعروبة والاسلام وعدوٌ للحياة ولكلّ القيم الإنسانية النبيلة .