مقاييس العلاقات الإنسانية دائمة التغيّر ، وكأنها محكومة باللاثبات ، وفي كل مرحلة من المراحل العمرية تضعك أمام رغبات جديدة ، وآمال لم تفكر فيها من قبل فتسعى إلى تحقيقها ضمن معاييرها وليس ضمن قناعاتك ، من هنا يبدأ الصدام والصراع بين القناعات الفكرية والأيديولوجية ، وبين تحقيق الرغبات الجديدة ، وفي أكثر الجولات تنال الرغبات شرف اعتلاء منصة الفوز ، وتبدأ عندها التبريرات لسقوط الفكر والايدولوجيا أمام بريق الرغبات .
الانسياق خلف الرغبات يولّد في الذات البشرية شراسة الأنا ، والاستعداد لمحو الآخر مهما كانت صفته وعلاقته عند هذه الذات المنساقة لرغباتها ، من هنا يبدأ الصراع المحموم ضد الآخرين كطريق للوصول إلى الرغبة ، وهذا ما يحصل عند الكثيرين ممن ينساقون دون بوصلة خلف رغبة شخصية ، ونلاحظ ذلك عندما نقرأ مقالاتهم في المواقع الالكترونية أو نسمع حواراتهم الجارحة في المجالس الخاصة والعامة .
إن خطاب هؤلاء المبتورين ، والمتلذذين بتورّم أنانيتهم خارج عن حدود أدب الحوار ، و شرف المنافسة ، بل هو دائماً مخالف للواقع وللحقيقة ، فقد نختلف مع مسؤول ما مهما كانت صفته الوظيفية أو مكانته العشائرية ، لكننا لن نحاول جرح هذه الشخصية والتشهير بها حتى لو كان القول حقيقة ، فما بالك بهؤلاء الموتورين الذين يجانبون في كل مقالاتهم الحقيقة والواقع ، فهل سب المسؤول وشتمه لغة العاقلين ؟ وهل الإساءة المتعمدة بالتلفيق والتزوير لرمز ما شرف المواجهة ؟
أود لو جلس هؤلاء أمام أنفسهم في لحظة صدق " إن امتلكوها " ويعيدوا قراءة ما كتبوه ، بالتأكيد سيسقطون أمام ذواتهم ، ويعودون إلى رشدهم
الحب والكره مشاعر إنسانية لا نستطيع نكرانها ، لكن ما نريده ممن يدعون الفهم والانضباطية ، والوعي المجتمعي والفكري والثقافي عدم الخروج على قواعد الأدب والأخلاق ، والابتعاد عن الكذب لتبرير سلوكهم ، والمهم ان لا يميلوا كل الميل