زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - جمعت ملابسها في حقيبتها ، وأردات أن تذهب إلى منزل عائلتها ، وطفليها يبكيان ، وقد قال طفلها : لا تتركينا بكفي مشاكل كل يوم مع بابا .
هذا حال مها - اسم وهمي - ، فبالكاد يمضي يوم حتى تتشاجر مع زوجها ، فهي في مقتبل العمر ، إلا أن التفكير قد جعلها تكبر قبل اوانها ، فـ"الغيرة" أزهقت السعادة في حياتها ، والشكوك تحوم في رأسها ، وما ان يخرج الزوج ، حتى تبدأ الأفكار السوداء تسيطر على تفكيرة ، متناسية حقوق أطفالها ومنزلها ، وتبدأ التساؤلات : لماذا تعطر وخرج؟! لماذا لم يستجب للهاتف ؟! لماذا لا يخرجني معه ، وغيرها من التساؤلات التي تجعل زوجها متهم دون وجود دليل اتهام .
"مها" تتشاجر باستمرار مع زوجها ، وحالها مستمر بعد سنة أولى زواج ، كما انها باتت تشكو حالها لصديقاتها ووالدتها ، حتى ظنت نفسها انها تعاني من اكتئاب حاد ، نتيجة لعدم سعادتها ، بالرغم من أن زوجها يلبي لها طلباتها ، إلا أنها تغار من أصدقائه ، ومن هاتفه لدرجة انها تتفقد جهاز زوجها الخلوي حال عودته من عمله، وهو ينظر إليها ، باستهجان .
زوج "مها" ، يعلم حال زوجته ، كما انه يتصنع الصبر من أجل طفليه ، إلا انه في هذه المرة ، استشاط غضبا ولم يتمالك نفسه ، فغضب وقال لها " مش عاجبك ع بيت اهلك ، مش ناقص مشاكل .
هنا كانت المفاجأة ، فلأول مرة يحدثها بهذا الشكل ، فما أن عاد من عمله ، وحتى بدأت تُحقق معه ، أين ، متى ،كيف ،لماذا ... دون ان تقول له : يعطيك العافية ، أو تسأله : هل أجهزّ لك الطعام؟ أو كيف عملك .
فما ان قال لها ذلك ، حتى بدأت تفكر بالرحيل عن منزلها ، ولكن طفليها ونظرتهما إلى أمهما كانت تعبر عن ألم في داخلهما ، وما أن هاتفت شقيقتها الكبرى ، إلا وبدأت الأخيرة بالتخفيف عنها وقالت لها : إن تطلقتي هل سيرحمك المجتمع؟ وما مصير اولادك؟؟!!.
"مها" فكرت مليا بحديث شقيقتها ، لكن "الغيرة" تقتلها في اليوم ألف مرة ، علما أنها لم تُمسك زوجها متلبسا ، إلا أنها هواجس المرأة الشيطانية، وزوجها رجل يحاول الحفاظ على زوجته ، إلا انها تشكك بتصرفاته.