زاد الاردن الاخباري -
ناقش المكتب السياسي لحزب الوسط الإسلامي في اجتماعه الذي عقده مساء الاثنين المنصرم ا ، ما تواجهه الأمة العربية والإسلامية من أخطار محدقة بها، ويرى الحزب أن هنالك غمامة سوداء تُظِلُّ عالمنا العربي اليوم.
وبين في تصريح لـ"زاد الأردن" .. " وأن تلك الغمامة لم تدع أحدا إلا وأمطرته بوابل من شرورها ، وإنَّ حزب الوسط الإسلامي وانطلاقا من مرجعيته الدينيَّة التي يعتز بها وإخوته الإنسانية التي يفخر بها، ليقف مشاركاً كلَّ عقلاء الأمة ومفكريها التفكُّرَ في حال أمَّتِنا وما آلت إليه أوضاعها، كما ويشاطر أبنائها حسرتهم وحزنهم على ما أصابهم وما ألم بهم جميعا، ويعيش معهم طموحهم وآمالهم نحو مستقبل أفضل".
وزاد الحزب - كما وصلنا - :
( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ). (25) الأنفال
إنَّ الدماء التي تراق والمقدرات التي تهدرِ والأرواح التي تزهق، ما هي إلَّا فَتٌّ في عضد الأمة وتدمير لمستقبل أجيالها، وإمعانٌ في إضعافها لصالح عدوها الصهيوني الذي يعيث اليوم في القدس والأقصى وسائر فلسطين الفساد ويضطهد العباد، وهو اليوم يقف سعيداً بما آلت إليه أحوالنا، وبأسُنا بيننا قد صار بيِّناً ولم يعد موجه ضد عدونا
إن ما عانته مجتمعاتنا على مدى العقود الماضية، من عوامل الإقصاء السياسي والظلم والفساد والحرمان والجهل قد ساهم في تفريق الأمّة وشعوبها، فما عادت تنظر إلى مرجعيّتها الإسلامية السمحة ولا العربيّة الكريمة كمنطلق لعلاقاتها الوطنيّة والبينيّة، بل صارت المصالح الضيقّة والارتباطات الخارجية والأفكار المتطرفة ما يرسم حراك أفرادها وكثير من معاركهم الدموية الطاحنة.
إننا ونحن نعبر عن حزننا وألمنا في الوقت الذي نرى فيه ما يجري في بلداننا العربية من دماء لأبنائها تنزف ليلاً نهاراً وتشريدِ العديد منهم، فاننا نعتقد جازمين أنّ إشاعة العدل وقيم الديموقراطية والتبادل السلميّ للسلطة، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، والاهتمام بالتعليم ورفع الجهل والظلم هي السُبُل الوحيدة الكفيلة بإنهاء هذه الحالة الشاذة التي تمرّ بها الأمّة اليوم، وهي التي خلقت الجو والبيئة الحاضنة لظهور الأفكار المتطرفة التي تنسب نفسها لديننا السمح الحنيف وهي بعيدة عنه كل البعد، فقتلت ودمرت وأزهقت الأرواح وفرّقت بين الناس، وأضعفت الاقتصاد والبلاد والعباد وأكلت مقدراتها كما تأكل النار الزرع، والمطالع اليوم لحال الأمة يستشعر بخطر أكبر قادم في كل ركنٍ من أركان هذا الوطن الكبير.
إن واجب حماية جبهتنا الداخلية مسؤولية تقع على عاتق كل واحد منا أيَّا كان موقعه في هذا الوطن الغالي، حمى الله الأردن من كل شرّ ومعتدى وأدام عليه نعمة الأمن والأمان.
والله نسأل الله أن يحفظ بلاد العرب والمسلمين من كل شرٍّ وفتنة.