الطرب قيل فيه الشيء الكثير ومن أشهر ما قيل فيه "الرأس الذي ليس به كيف غناء ..حلال قطعه " ، وجاء هذا المثل من باب تسليك أمور الغناء الشعبي أكثر من أي نوع أخر من الغناء وهو يستهدف كبار السن الذين يظهرون كثيرا من الإلتزام والحرص على عدم المشاركة بالغناء في الحفلات الشعبية ، ولكن في نهاية الأمر تجدهم يغادرون مقاعدهم ويبدؤن في المشاركة من باب أن رأس ليس بفارغ من الكيف ، ومنهم من يختمها بمقولة "إذا ربعك جنو عقلك ما بنفعك " وتأخذهم الحمية والرقص .
وتجد السناء يقفن على اسوار سطوح منزل العريس وهن يشاهدن بعولتهن يرقصون بحمية وقوة ، وعندها تبدأ المحادثات الجانبية عن أن هؤلاء العجائز بهم من القوة الشيء الكثير لأنهم من أيام زيت الزيتون والزعتر واللحمة النيئة والعمل لساعات طويلة في حقول القمح والمكاثي ، وقد يصدف أن يطرح شيء من قبيل أن هذا العجوز أو ذاك لو حصل وتزوج هذه الايام سوف يخلف عشرة أولاد من جديد .
وبالعودة لشيء من السياسة نجد أن ما يجري من تنقلات وتبدلات في شخوص رجال السياسة لدينا لايتخلف عن حفلة الرقص تلك، فكل عجوز سياسي يريد أن يجرب حظه في الرقصة الشعبية تلك كي تشاهده نساء البلد ويحدثن أنفسهن عنهم ، والذي يتتبع سياسي هذه المرحلة التي تمر بها البلد وممن يملكون قدرة التحكم بمفاصل القرار هم عجائز طاب لهم الطرب ، واعطوا أنفسهم الحق بالرقص على جسد وطن تبلغ نسبة من هم في سن الشباب أكثر من 45% ، والى متى يبقى الوطن يرقص على ايقاع هؤلاء العجائز لأن ربعهم اصابهم الجنون والعقل اصبح لامكان له؟ .