زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ينتمي إلى عمله كانتماء الشجر لتربتها ، فنّان في عمله كرسام يداعب لوحته بريشة الإبداع، شجاع في آدائه كأسد ملك الغابة بقوته.
هذا هو حال "شرطي المرور" في الصورة التي نشرتها "زاد الأردن" في وقت سابق ، وما أن تنظر إليه يمتطي هذا الجدار الإسمنتي ، كفارس يعتلي جواده ، حتى تجد في عينيه قوة ورباطة رجل يحافظ على عمله ، غير آبه للمخاطر الذي قد يتعرض لها نتيجة لوقفته هذه ، فما يهمه ان يُنظّم السير ، ويشاهد سبب الأزمة الخانقة ليعالج الأمر بطريقته ، حيث اعتلى ذلك الجدار ، ملوحا بيديه الماهرتين ، عيناه من كل صوب تتجه للمركبات ليحافظ على حركة السير ، لم ينظر إلى انه ربما يسقط - لا قدر الله - ، فالله الحافظ فهو رجل الواجب ، وضميره حيال مهنته جعلته أسدا في زمن قلّ فيه الاوفياء في عملهم.
ونراه يقف شامخا يوازي في وقفته تلك البناية التي خلفه وكأنهما في الشموخ "عملة واحدة".
هذا الشاب ، أيقونة الشجاعة والإخلاص ، وجد أن هنالك أزمة خانقة في المكان الذي يشرف عليه ، ولم يجد وسيلة إلا الصعود على حافة "النفق"، ليرى السبب في تلك الأزمة ، وذلك عند مدخل نفق الشميساني ، المؤدي للدوار الرابع ونفق المخابرات سابقا، هو ليس "تهورا" بل شجاعة رجل استأسد من اجل الإلتزام بشرف مهنته ، وقسمه الذي يُملي عليه أن يقوم بما قام به ، فبوركت جهودك أيها الشرطي ، ولتكن نيشان عزّ نفاخر به من لا ينتمي لعمله .
"إدارة السير المركزية" ، كثر هم رجالك ، لا يأبهون لبرد الشتاء وحرارة الصيف ، ومخاطر الطرق ، فضميرهم بوصلة لآداء مُشرّف.
وكانت "زاد الأردن" نشرت تلك الصورة "أنقر هنا" ، وتعليق الزميل أحمد عريقات عليها ، إلا أن بوح الضمير المهني ، اشعل لإجابة على الزميل بأنها "شجاعة".