كانت التغطية الإعلامية لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بحجم الحدث والخسارة الكبيرة التي اصابت الأمة الإسلامية والشعب السعودي خصوصا ، وترافقة تلك التغطية مع تفاصيل كثيرة أظهرت معنى الموت عند أحد شعوب العالم الإسلامي الذي تربطه بزعمائه علاقة يصعب ايجاد مثلها في بقية الدول الإسلامية في زمننا الحاضر، وكانت بعض التفاصيل من مثل حمل الجثمان على محفة خشبية وموراته للتراب بكل عفوية ودون أية مظاهر " ملكية " ؛ أبرز تلك التفاصيل واكثرها تأثيرا في المشاهد في الوطن العربي والإسلامي ككل .
وكان أكثر ما أوقفني بين كل تلك التفاصيل أحد مذيعي التلفزيون الرسمي السعودي القناة الأولى ، ومن خلال إعادة بثها عبر احدى القنوات الفضائية الأردنية أنه وعند الحديث عن المغفور له الملك عبدالله وبدء بالدعاء له توقف ولم يكمل جملة " اللهم تجاوز له عن ...." ، وهي جملة متداولة معروفة ومحببة ومقبولة عند كل المسلمين ؛ لأن نهايتها الجملة كاملة " اللهم تجاوز عن سيئاته " ولكن المذيع رفض ان يقر أن المفغور له قد يكون لديه سيئات ، ونسي كذلك أننا بشر ولنا هفوات واخطاء وأن حتى الانبياء غير معصومين عن الخطأ .
وبمجرد توقف هذا المذيع عن اكمال بقية الدعاء أصبحت تلك التغطية الإعلامية والمميزة في مهب ريح مذيع لم تسعفه بداهته الدينية أن يعيطها حجمها الحقيقي والقريب جدا من قلوب المؤمنين، وهنا نعيد صياغة الدعاء للمغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز كما ورد في السنة " اللهم اغفر له وتجاوز عن سيئاته " أمين .