الملك سلمان عون للأردن على الدوام

بفقدان المغفور له باذن الله الملك عبدالله بن عبد العزيز وقدوم أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله في عمره تظلّ العلاقات الأخوية بين الاردن والسعودية مميزة وثابتة على مدى العقود والأزمان وترتقي دائما الى مستويات أشمل وأعمق في كل الاتجاهات وعلى نحو يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ..

كما أن علاقات التعاون القوية والراسخة والشراكة الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والأردن والتي تطورت وتوثقت على مدى سنوات طويلة شكلت على الدوام نموذجا حيا للعلاقات العربية المتجذرة ..

ولا شك أن الاردن قد فقد برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائدا كبيرا وفذا تميز بالحكمة وبعد النظر ونذر حياته لخدمة بلاده وأمته وستظل ذكراه ماثلة في وجدان كل الاردنيين وموضع اعتزاز واحترام وتقدير الجميع .

واننا في الاردن نعرف شخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمدّ الله بعمره .. نعرفه ثابتا على مبادئ الحق والعدل وما توانى يوما عن نصرة أشقائه العرب والمسلمين والوقوف إلى جانبهم في شتى بقاع العالم حيث كان لهم باستمرار سندا وعضدا ومدافعا صلبا عن قضاياهم وحقوقهم .

وقد أكدّ الاردن وعلى لسان جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد حفظهم الله هم خير خلف لخير سلف وأن خادم الحرمين الشريفين سيمضي قدما على نهج أسلافه في خدمة بلده وشعبه العزيز والوقوف إلى جانب أمته العربية والإسلامية في مختلف الظروف والمحن وأنّ جلالة الملك سلمان كان على الدوام .

سندا وعونا للأردن في كل الظروف والأحوال وقد أثبت ذلك من مواقفه التاريخية والمشرفة ومساندته الدائمة للأردن ومساعدته للتصدي لمختلف التحديات التي تواجهه .

جملة القول أن العلاقات الاردنية السعودية تشكل بكل تأكيد نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية العربية جسدته الأيام ووقائع التاريخ ونهج التشاور والتنسيق الذي بات جزءاً اساساً من المشهد الاقليمي نظراً لما تلعبه عمان والرياض من أدوار ايجابية وحيوية في ملفات المنطقة وقضاياها وانحيازهما لثقافة الحوار ورفض العنف والارهاب والتطرف ودعواتهما المتواصلة من اجل تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك وصولاً لمواقف موحدة ازاء مختلف التحديات التي تواجهها دول أمتنا وشعوبها .

إن الأرقام والإحصائيات العلمية تؤكد متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين حيث نشر مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مؤخرا نتائج استطلاع للرأي حول علاقات الأردن مع الدول العربية اثبتت فيه كافة الأرقام أن العلاقة مع السعودية تأتي في المرتبة الأولى حيث أفاد الاستطلاع بأن رأي الأردنيين حول أفضل العلاقات الاستراتيجية التي يمكن بناؤها مع السعودية (68%) وبفارق كبير عن الدولة التالية كما أكد الرأي العام الأردني بأن السعودية هي الدولة الأكثر دعما للاقتصاد والاستقرار في الأردن (85%) .. أما على مستوى الاستثمار الخارجي السعودي في الأردن فقد وصل إلى أكثر من 2 مليار دولار..

ومثل هذه النتائج تؤكد أن عمق العلاقة الأردنية السعودية لا يقتصر فقط على القيادات السياسية بل أيضا على الشعب الأردني والذي ينظر إلى السعودية كعمق استراتيجي كبير له وعلى الشعب السعودي الذي يرى في الأردن مكانا آمنا للاستثمار والتعاون ويؤمن بقدرة رأس المال البشري الأردني على الإنتاج .

وخلاصة القول ان الاردنيين وقيادتهم الهاشمية الحكيمة ينظرون بكل التقدير والمحبة للقيادة السعودية الشقيقة على حرصها الدائم لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ويقدّرون تماما كافة المبادرات السعودية لدعم الاقتصاد الأردني ويفخرون بهذه العلاقة الفريدة التي تمثل النموذج الصحيح للعلاقات العربية المشتركة ..

والأردنيون اذ يعبرون عن حزنهم العميق برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز فانهم يبتهلون الى الله عزّ وجل ان يحفظ جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وشعبه ووطنه ويديم على هذا البلد الشقيق دوام النعمة والأمن والاستقرار .