ليست المهمة سهلة عندما تكتب انطباعاتك حول تصريح مسؤول كبير ، أو خطاب لزعيم ، خاصة وانت تعلم أن لكل مسؤول أو زعيم مريدين تابعين ، ورافضين متشددين ، وأنت اخترت أن تقف بين المعسكرين لكتابة انطباعك حول كلام المسؤول والذي حتماً سيكون له أكثر من تفسير ، وعليك أن تتحمل نتيجة ما تكتب أو أن تكف عن الكتابة ، وها أنا قد قررت أن أتحمل نتيجة ما أكتبه .
حديث الملكة رانيا للصحيفة الفرنسية " حسب ما ورد في الترجمة التي يمكن لها أن تُسقط ما تراه مناسباً " هو حديث المواجهة مع الآخر ، وصوت على الآخر أن يسمعه ، لا أقول إنه صوتنا ، لكنه يحمل بصمات صوتنا الذي ليس بمقدورنا أن نُسْمِعهُ بكتاباتنا للآخر ، من هنا أقول علينا كمسلمين أن نعزز مثل هذا القول ، ونطالب بما هو أكثر جرأة من مسؤول آخر ، بمعنى أن الملكة قد تحدثت في جانب مهم ، وعلى غيرها أن يُكمل المشوار ، فمن غير المعقول أن يغيّر حديثها كل الخراب ، ومن غير المعقول أن يتبنى حديثها كل عاقل أوروبي ، وعندما حشدت أوروبا مسيرة المليون ونصف كانت تعي أن خطاباً واحداً لا يكفي ولا بد من وجود أصوات متعددة لرفض قتل صحافييها ، وهذا ما عنيته في كلامي فصوت واحد لا يحرك ولا يبدل ، وأخشى أن يصبح في خبر كان ، والمهم أن تتعدد الأصوات في ذات الاتجاه كسيمفونية اسلامية تبرز الصورة الحقيقية للدين دون رتوش .
ربما يقول قائل : إن الملكة لم تقدم جديداً حين قالت إن الدين الإسلامي هو دين تسامح وسلام ، وهذا حقه ، ولكن هذا القول كان لا بد منه في هذا الظروف ، ولا بد من التنبيه إليه والتركيز على ما جاء في الدين ، فجُـل الخطاب لمن يُنكر ما للدين من تسامح خاصة وأنه يرى على الفضائيات عكس ذلك تماماً وبحُكم من يدعون الإسلام ، وبقرارات وزتشريعات تُنسب إلى الإسلام ، من هنا أعيد القول .. كان لا بد لمثل هكذا حديث ، وأُطالب مرة ثانية أن تتعدد الأصوات من الذين يغارون على الدين وعلى الأوطان علّ وعسى أن نصبح يوماً كما يريد لنا الدين ، وكما تريد لنا الأوطان .
ليس عندي ما أضيفه في حديث الملكة ، لكنني أهمس لها .. نعم ، نحن بحاجة إلى صوت هادئ حتى يسمعنا الآخر ، وأختم بقوله عز وجلّ من قائل من سورة طه :
اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولاً ليناً لعلّه يتذكرُ أو يخشى
صدق الله العظيم