زاد الاردن الاخباري -
انظر حولي، في منطقة الشرق الأوسط، وفي العالم أجمع، وأرى دولا تتقدم بسرعة، بإتزان وثبات، حتى بعض الدول الخليجية التي انخفضت لديها أسعار النفط، ومرّت بمنعطفات حادة، ومع ذلك حافظت على توازنها واستمرت بالتقدم والتطور، وكذلك الأمر عند عدد كبير من بلدان العالم، التي لديها مخطط واضح، ورؤية سليمة، وتقوم بتنظيف الفساد، أولا بأول.
بالنسبة لنا في الأردن، لدينا مجلس شعب، أو يفترض أن لدينا مجلس شعب، وهم ممثلون للشعب، أو لبعض فئات الشعب، إن صح التعبير، ولدينا حكومة، أو شيء يشبه الحكومة، إن جاز التعبير، ولدينا مجالس ومستشارين، ولدينا هيئات ومؤسسات كثيرة، ومعظم ميزانية الدولة تذهب للرواتب والإمتيازات والمياومات والمكآفئات وغيرها، ولدينا هيئة لمكافحة الفساد، ونظام قضائي ونيابات ، فلماذا لا نتقدم.. أو لماذا نبدو دائما متأخرين جدا.. إن صدق التعبير ؟!؟
لدينا مبررات كثيرة: الحروب الطاحنة التي تدور حولنا منذ عام 1948، لاجئون من كل مكان، دين كبير يتصاعد يثقل عاتق الدولة والشعب، عجز موازنة لا ينتهي، عدو متربص (ملعون حرسة)، فاسدون وحيتان وديناصورات مصابون بالتخمة الظاهرة، مؤسسات حزبية لا تقوم بدورها مشغولة بمواضيع منتهية الصلاحية، مؤسسات مجتمع مدني مترهلة... وندور في حلقات مفرغة، ندور وندور ثم نعود نقف خطوة أو خطوتين للخلف، المشكلة أن الطريق دائري، أي أننا لا نذهب إلى الأمام، بل ننحني مع الطريق الدائري ونعود لنقف في محطة سبق وتوقفنا فيها عدة مرات قبل ذلك، فمن الذي يستطيع أن ينقذنا من تلك المعضلة، ويصحح لنا مسارنا ويجعله إلى الأمام ؟!؟
بالمقابل، لدينا شعب مثابر، متعلم ويمثل أفضل الطاقات المتعلمة في الوطن العربي، بل وأوسع من ذلك، ولدينا خبرات مؤهلة تستطيع أن تقلب الرمل ذهبا، وقد اثبت معظمهم كفاءة عالية، حسب معلوماتي، ولدينا مواد خام متنوعة وعديدة، ولدينا موقع استراتيجي مميز، ولدينا طاقة هائلة ورغبة جامحة في التفوق والإنجاز.. فما الذي يقيدنا.. أو من الذي يقيدنا؟