أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو: يجب انهاء الانقسام لأننا نواجه خطرا وجوديا الاحتلال يوسع عملياته على ممر يفصل شمال قطاع غزة سقوط طائرة مسيرة للاحتلال وسط قطاع غزة. الاحتلال يعتقل أكاديمية فلسطينية بسبب موقفها من الحرب على غزة. تحذير من التربية لطلبة الصف الحادي عشر. بنك القاهر عمان يفتتح فرع جديد لعلامتة التجارية Signature في شارع مكة السلطة الفلسطينية: من حقنا الحصول على عضوية كاملة بقرار دولي الكرك .. اغلاق محلين للقصابة بالشمع الاحمر لتلاعبهما بالاختام والذبح خارج المسلخ البلدي صندوق النقد: اقتصاد الأردن "متين" وسياسات الحكومة أسهمت في حمايته وزير الخارجية يلقي كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن نيويورك تايمز: إسرائيل ستنفذ عملية عسكرية برفح الأردن يدين تدنيس قيادات متطرفة باحات الأقصى. صحة غزة: إسرائيل نفذت إعدامات مباشرة للكوادر الطبية بمجمع الشفاء صحف عالمية: حكومة نتنياهو فقدت السيطرة الروايات المأساوية عن العدوان الاسرائيلي بغزة تتصدر جائزة التميز الاعلامي العربي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة. صحة غزة: الاحتلال تعمد تدمير المنظومة الصحية في القطاع عضو كنيست: نعمل كل يوم من أجل بناء الهيكل مهيدات: إجراءات رقابية لضمان انسياب مشتقات الحليب مطابقة للقواعد الفنية بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض
الصفحة الرئيسية أردنيات حلم صناعة الأحزاب من البرلمان

حلم صناعة الأحزاب من البرلمان

21-12-2014 07:23 PM

زاد الاردن الاخباري -

في بدايات المجلس النيابي الرابع عشر تداعى نحو 32 نائبا لاجتماع عقدوه في احد فنادق الخمس نجوم في عمان، وقضوا اكثر من نصف يوم وهم في جدل حول كيفية تحولهم من كتل برلمانية متنوعة الى حزب سياسي يجمع كل الطيف الكتلوي تحت عباءة حزب واحد ببرامج وغايات ووسائل واهداف واضحة.

كنت الصحافي الوحيد في ذلك الاجتماع، فلم ينتبه اليّ احد، وظن بعضهم انني مرافق لنائب او مسؤول من طرف خفي، وكانت قلة منهم تعرفني الا ان الاغلبية كانوا يجهلون ان بينهم صحافي تسلل الى اجتماعهم دون ان يحسوا به مستغلا جهلهم بهويته لكونهم نوابا جددا لم تتعمق علاقتهم بالصحافيين في مجلس النواب.

في ذلك الاجتماع الذي كان هادئا وناعما ووادعا الى ابعد حدود الوداعة، طرح نواب العديد من الافكار حول كيفية التحول من كتل الى حزب سياسي، وكانت ابرز الكتل المشاركة في ذلك الاجتماع كتلة "وطن" التي تكررت بذات الاسم في المجالس النيابية التالية، وبقيت تحمل طموحها السابق منذ المجلس الرابع وحتى اليوم بالتحول الى حزب سياسي.

وكتلة وطن التي تعتبر اليوم الشريك الاكثر اهمية في الاتئلاف البرلماني الجديد الذي اعلن عنه الاسبوع الماضي، ويضم خمس كتل برلمانية هي: وطن، والوسط الاسلامي، وتمكين، والاتحاد الوطني، والمستقبل وتمثل بمجموعها 82 نائبا، مدينة تماما لرجالاتها الذين حملوا فكرة التحول من كتلة الى حزب يخرج من رحم البرلمان منذ ان كانت فكرة طموحة في مطالع المجلس النيابي الرابع عشر سنة 2003 وابان الدورة غير العادية في ذلك المجلس.

اليوم كتلة وطن تعيد طرح فكرتها التأسيسية الاولى على الطاولة، وتعيد ذات الفكرة التي تواصل طرحها في المجالس التالية الخامس عشر والسادس عشر دون ان ترى النجاح او يكتب لها التقدم خطوة واحدة، وبقيت الفكرة الطموحة حبيسة ادراج المجلس وحبيسة سلسلة التناقضات الكبرى بين مكونات التكتلات النيابية التي كانت تلتحق بالفكرة ولكنها سرعان ما تتنكر لها وتغادرها الى مواقع اخرى.

ووفقا للمعطيات فان الائتلاف النيابي الخماسي لن يستطيع التحول الى حزب سياسي بالرغم مما يعلق عليه من آمال كل من رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورفاقه في الائتلاف الجديد الذي يضم ايضا اعضاء يمثلون حزبين هما: حزب الوسط الاسلامي، وحزب الاتحاد الوطني، ولا يمكن لهذين الحزبين التضحية بكامل ارشيفهم الحزبي والسياسي من اجل فكرة لا تزال في مرحلة الاختمار والنضج.

تصميم رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة القطب الرئيسي في كتلة وطن منذ المجلس النيابي الرابع عشر وحتى الان قال بوضوح في كلمته الترحيبية في حفل اشهار "ائتلاف الخمسة""لا بد ان يذهب الائتلاف لأبعد من اهدافه الآنية، وان يعيد الفكرة لمبدا عملها الاصيل، وان يتمخض عن هذا التوافق العريض حزب سياسي له امتداده الشعبي المستند لتمثيل المجتمع بكل فئاته". وما قصده الرئيس الطراونة من"اعادة الفكرة لمبدأ عملها الاصيل" هو عين ما قلته سابقا عن ولادة تلك الفكرة من رحم كتلة وطن في المجلس الرابع عشر قبل نحو 11 سنة مضت دون ان تجد لها الرحم المهيأ تماما للحمل السياسي لتلك الفكرة التي يتمنى الرئيس الطراونة التوصل اليها.

وبالنظر الى الائتلاف من منظور برلماني داخلي وبشروط العمل البرلماني التقليدية فان هذا الائتلاف لن يستطيع تجاوز نقطة الاحتفالية باشهاره، ولن يستطيع وفق كل المعطيات المتاحة الان تجاوز خطوط الطموحات الشخصية لعشرات النواب الذين انضووا في اطار "ائتلاف الخمسة"، وسيبقى الائتلاف رهين تناقضاته الداخلية سواء لجهة وجود حزبين قائمين في داخله "الوسط الاسلامي والاتحاد الوطني"، او لعدم توفر المناخ السياسي الداخلي الذي يهيئ اصلا كل ظروف وشروط الولادة الصحية لحزب سياسي يخرج من رحم مجلس النواب الى الخارج، وليس العكس.

ان حجم التناقضات الداخلية في "ائتلاف الخمسة" لن تسمح له وبالضرورة المحضة التحول الى حزب سياسي، لكنه سيكون مهيأ أكثر ليكون حاضنة للحكومة الحالية او للحكومات المقبلة، وهو ما عبر عنه بوضوح الرئيس الطراونة في كلمته امام الحلفاء الجدد، فالهدف ليس فقط التحول الى حزب بل أن يكون لهذا الائتلاف خماسي الاضلاع دور في تشكيل الحكومات البرلمانية مستقبلا، يقابلها حكومة الظل من المعارضة النيابية.

وبنى اقطاب الائتلاف الخماسي خططهم على اسس ومشارب مختلفة فالنائب خالد البكار قطب كتلة وطن اوضح في كلمته في حفل الاشهار ان من اهداف الائتلاف العمل مع كافة النواب ومع القوى السياسية ووسائل الاعلام من اجل تصويب المسار، وأن يكون محركا وطنيا للإصلاح يرفد الحياة السياسية بحراك وطني جديد ويستجيب لرؤى جلالة الملك الإصلاحية، ويسعى للشراكة مع كافة القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني للتوافق على كافة الاولويات الوطنية.

ورأى رئيس كتلة الاتحاد النيابية النائب محمد الخشمان ان كتلته قررت ان تكون جزءا من هذا الائتلاف وصولا الى حياة سياسية برلمانية تكون انموذجا وبما يحقق التوجيهات والرغبات الملكية بوجود حياة سياسية حقيقية في البلاد، معربا عن امنياته بان يكون الائتلاف حجر الاساس في مزيد من الاصلاحات السياسية والبرلمانية وصولا الى مرحلة الحكومات البرلمانية البرامجية الحزبية.

ووصف الناطق الاعلامي باسم كتلة وفاق المستقبل التي يرأسها النائب ميرزا بولاد النائب هايل ودعان الدعجة قائلا: "إن هذه الخطوة اصلاحية بامتياز، وتجسد اضافة نوعية في المسيرة الإصلاحية، وتعد ترجمة للنهج الديمقراطي الذي يعول عليه في تكريس العمل البرلماني البرامجي والمؤسسي، إضافة إلى أنها تكرس المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار في المشهد الوطني وصولا إلى الحكومات البرلمانية.

وبحسب رؤية رئيس كتلة تمكين النيابية النائب هيثم ابو خديجة فانه يأمل ان يلعب الائتلاف الجديد دورا بارزا في اعادة التميز للمجلس والألق من جديد. ويطمح رئيس كتلة الوسط الإسلامي النيابية النائب محمد القطاطشة بان يسعى الائتلاف إلى إقامة حوار وطني شامل لأهم القضايا الوطنية التي تهم الوطن والمواطن.

مجموع الرؤى هذه لا تبدو في جوهرها متناقضة تماما، لوجود خطوط عريضة تجمع بينها، إلا ان المشكلة الأبرز ستظهر امام الائتلاف عندما يبدأ بالتفكير جديا في التحول الى حزب سياسي، لأنه في تلك اللحظة ستظهر التناقضات الكبرى.

من الافضل للائتلاف خماسي الاضلاع تكريس وجوده ضمن برامج عمل تحت عنوان الائتلاف البرلماني، وان يسعى ليكون مركز قوة حقيقية في المجلس ليحقق فكرة ومبدأ كونه تجمعا اصلاحيا ليقوم باصلاح العديد من التشريعات التي تحتاج للاصلاح التشريعي.

واذا نجح الائتلاف في انقاذ المجلس الحالي من تهمة كونه مجلسا غير اصلاحي عندها فقط يمكن لائتلاف الاضلاع الخمسة التفكير بصوت عالٍ بتشكيل حزب يخرج من بيت الشعب الى الشعب.

العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع