زاد الاردن الاخباري -
طارق الفايد - أخفق اتفاق قديم عمــــره سنوات عــــدة بين ثلاثة من أبرز رؤساء الــــوزارات السابقين في الأردن بإعادة إنتاج الصورة الاجتـــماعية لأعضـــاء نادي الرؤساء، بعد التقـــاعد من العـــمل، خصــوصا عندما يتعلق الأمر ببعض المناسبات الاجتماعية.
المجتمع الذي يغلب عليه الطابع العشائري والمحافظ يميل إلى الضغط على رؤساء الوزارات السابقين وكبار الشخصيات الرسمية في مناسبات اجتماعية لا علاقة لها بالطابع السياسي، مثل قيادة جاهات الخطبة ووفود العزاء والمصاهرات بين العائلات.
هذه المهمة سبق ان أرهقــــت رؤساء حكومات كان من بينهـــم علي أبـــو الراغب وطاهـــر المصـــري وفيصل الفايز وعبـــد الرؤوف الروابدة وعبدالكريم الكباريتي، واتفـــق هؤلاء مرات عدة على «مقاومة» الضغوط التي تقـــودهم إلى الظهـــور العلـــني في مناسبات اجتماعية خصوصا تلك التي تخص أشخاصا لا صلة لهم بهم عمليا.
مؤخرا عاد الجدل حول هذا الموضوع بعدما أشارت له اسكتشات مسرحية من باب الفكاهة المسيسة وتناقل رؤساء عدة المشورة حول الطريقة الأفضل للتخلص من هذه الأدوار الاجتماعية التي يوجد طاقم واسع في المجتمع يتولاها بالعادة، خصوصا ان الإصرار على وجود «رئيس وزارة سابق» في حالات الزواج والمصاهرة تحديدا يساهم في تعقيدات الزواج نفسه، فالطلب على الرؤساء كبير حتى بدأت العملية تسيء لصورتهم السياسية والاجتماعية.
مؤخرا عاد النقاش حول هذه المسألة بعدما سربت تقارير صحافية محلية حـــادثة محددة كانت «طريفة جـــدا» حين تقدم أحد الزبــــائن لحجز قاعة احتفالات لمناسبة شخصية وفوجئ مدير القاعة بأن الزبون وبعــد تعداد أنواع المشروبات والحلويات والوجبات التي يريدها تقدم «بعفوية» بطلبه الأخير قائلا: أريد عبد الرؤوف الروابدة مع أهل العروس وطاهر المصري مع أهل العريس.
الزبون البائس اعتقد بأن محل الحفلات يؤمن ضمن صفقته ومع «قائمة الطعام» رؤساء وزارات سابقين لأغراض الوجاهة الاجتماعية، وعندما وصلت هذه المعلومة لأعضاء نادي الرؤساء تبادلوها واختلطت بينهم مشاعر الضحك مع الأسف والانزعاج.
أبو الراغب فكر بعقد اجتماع للقضاء على هذه الظاهرة تماما، والمصري بدأ يكثر من الاعتذار عن حضور مثل هذه المناسبات، والروابدة يميل إلى تجاهلها كلما كان ذلك ممكنا بسبب ارتباطاته الرسمية الكثيرة، مما أتاح عمليا الفرصة أمام سياسيين آخرين لتولي المهمة الملازمة دوما لصاحب أي منصب سياسي.
القدس العربي