أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال: منح العضوية الكاملة لفلسطين مكافأة على هجوم حماس في 7 أكتوبر سطو مسلح على بنك فلسطين في رام الله. أميركا ستصوت برفض عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال بطولكرم. الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي الأردن يشيد بقرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية قريباً. الأردن: لن نسمح لإسرائيل أو إيران بجعل المملكة ساحة للصراع. صندوق النقد: اضطرابات البحر الأحمر "خفضت" صادرات وواردات الأردن عبر العقبة إلى النصف. طقس العرب: موجة غبار تؤثر على العقبة الآن. نتنياهو: يجب انهاء الانقسام لأننا نواجه خطرا وجوديا الاحتلال يوسع عملياته على ممر يفصل شمال قطاع غزة سقوط طائرة مسيرة للاحتلال وسط قطاع غزة. الاحتلال يعتقل أكاديمية فلسطينية بسبب موقفها من الحرب على غزة. تحذير من التربية لطلبة الصف الحادي عشر. بنك القاهر عمان يفتتح فرع جديد لعلامتة التجارية Signature في شارع مكة السلطة الفلسطينية: من حقنا الحصول على عضوية كاملة بقرار دولي الكرك .. اغلاق محلين للقصابة بالشمع الاحمر لتلاعبهما بالاختام والذبح خارج المسلخ البلدي صندوق النقد: اقتصاد الأردن "متين" وسياسات الحكومة أسهمت في حمايته وزير الخارجية يلقي كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن
الصفحة الرئيسية أردنيات ما لا تعرفه عن "الرجل الشامخ" .....

ما لا تعرفه عن "الرجل الشامخ" .. وهذه قصته مع "الشاي المعاني"

27-11-2014 11:03 AM

زاد الاردن الاخباري -

إعداد جلنار الراميني - تصادف غدا  الجمعة الذكرى الثالثة والأربعون لاستشهاد وصفي التل الذي غادرنا أخضر يانعا قبل الاوان، مؤديا ضريبة الشرف والموقف التي دفعها بدمه الارجوان، عندما نالت منه الرصاصات "الموسادية" الغادرة في القاهرة يوم 28 تشرين الثاني 1971، ليعانق عطر الشهادة وقد أزهر دمه الارجوان شيحا ودحنونا فوق الأرض الطيبة، في حين خيَّم الحزن على الوطن على امتداد الوجع والجغرافيا.

 

وصفي مصطفى وهبي صالح المصطفى التل سياسي ورئيس وزراء أردني. شكل حكومته الأولى في 28 يناير 1962 قدمت الوزارة استقالتها بتاريخ 2 ديسمبر 1962، ثم حكومتين الثانية في 1965 والثالثة من 28 أكتوبر 1970 حتى 28 نوفمبر 1971. تقلد مناصب أخرى حتى اغتياله في العام 1971 في القاهرة على أيدي أعضاء من منظمة أيلول الأسود.

 

 

ولأن التل رجل أحبه الأردنيون ، وشهد الاردن على حبه وانتمائه ، ولأنه قاد المسيرة السياسية بحنكة ، وناصر المظلومين، فقد ارتات "زاد الأردن" أن تضع بين أيديكم ، تاريخ هذا السياسي الشامخ ، بحسب رصد مواقع :


ولد في 1919، والده شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار وأمه منيفة إبراهيم بابان. أنهى أبوه دراسته في مدرسة عنبر في دمشق والتحق بقطاع التعليم في العراق، وهناك تعرف بأمه، بعد ولادة وصفي التل عاد أبوه إلى الأردن ليدرس في مدارسه، قضى وصفي بعض طفولته في شمال العراق ليعود إلى مدينة والده إربد بعد بلوغه السادسة من العمر، ويبقى متنقلا مع والده وبسبب ضيق الحال ومشاكل والده السياسية ليعيش هو وإخوته بعد ذلك في منزل عم والدهم موسى مصطفى يوسف التل صاحب المال في ذلك الوقت لفترة من الزمن.


ينتمي وصفي التل إلى عائلة التل التي تقطن شمال الأردن وخصوصا مدينة إربد والتي تعود بجذورها إلى الزيادنة وهم من الاشراف قدموا من الحجاز ومنهم الأمير ظاهر العمر الزيداني الذي حكم عكا وحوران وشمال الأردن من عام 1730 وحتى عام 1775 ولكن الحكومة العثمانية قاتلتهم وامرت الجزار بإبادة الزيادنة من بلاد الشام خوفا من امتداد الامارة الزيادنة واستقلالها، فتفرقوا في البلاد وأخذوا يغيرون اسماءهم تخفيا من الجزار وجيشه الذي ارتكب ابشع المجازر في قتل الزيادنة واعوانهم.

 


أنهى وصفي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية في عام 1937 م ليلتحق بكلية العلوم الطبيعية في الجامعة الأمريكية في بيروت مع رفاق دربه القاضي محمود ضيف الله الهنانده الذي توفي بحادث .. وخليل السالم وحمد الفرحان وأبو رضوان الصمادي وسلمان القضاه محامي وعضو سابق في البرلمان الاردني الذين كانوا من رجالات الدولة المعروفين خلال الأربعة العقود الماضية وتأثر في أفكاره السياسية بحركة القوميين العرب التي كانت على خلاف مع حركة القوميين السوريين. ولد وصفي التل في 1919 م في كردستان العراق وأمه منيفة إبراهيم بابان, من أسرة بابان الكردية العريقة التي حكمت مناطق ما يعرف بكردستان الكبرى


بداياته ومشاركته في حرب 1948بعد عودته إلى الأردن:
انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله القومية العربية
التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين في 1948 م.
استقر بعدها في القدس ليعمل في المركز العربي الذي كان يديره موسى العلمي.
التحق بوظيفة مأمور ضرائب في مأمورية ضريبة الدخل وموظفا في مديرية التوجيه الوطني التي كانت مسؤولة عن الإعلام في 1955.
تزوج سعدية الجابري ذات الأصول الحلبية وتوفيت السيدة سعدية عام 1995 وكانت قد أوصت بتحويل بيتها إلى متحف وهذا ما حدث بالفعل، يذكر أن التل لم ينجب أطفالا.

 

نعنع معاني

وصفي التل يعرف تفاصيل الديرة الأدنية، وهنا اتذكر أحد أبناء مدينة معان الأجلاء المرحوم «ابويوسف الطحان» الذي قال لكاتب هذه السطور قبل وفاته، انه خلال خدمته العسكرية في الجيش العربي بإحدى مقاطعات نابلس، قام وزير الدفاع آنذاك وصفي التل بزيارة مفاجئة الى الكتيبة، وقال الطحان: عندما جلس معنا ذهبت لإعداد الشاي للضيف، ولأن الضيف عزيز، اردت ان يكون الشاي مميزا، لذلك اخرجت من صندوقي نعنعا معانيا ناشفا، ووضعته فوق الشاي، الذي حرصت أن أعده على الطريقة المعانية خفيف وسكر زيادة ، وعندما ارتشف التل الرشفة الاولى من كأس الشاي تنهد وقال امام الجميع: والله إنه «شاي معاني» وكانت ولا تزال معان تشتهر بنكهة نعنعها العطرية المميزة.

هذا وصفي الذي يعرف ماذا تنتج ارض كل محافظة وقرية اردنية من مزروعات وكيف تعد اطعمتها ومشروباتها فهو ابن الناس القريب من كل الناس.

دعم الرياضيين

الإعلامي الرياضي العريق الزميل عبدالمنعم ابوطوق مؤسس رياضة بناء الاجسام في الاردن ونائب رئيس الاتحاد الدولي لبناء الاجسام سابقا خص «الدستور» بهذه القصة المعبرة والمواقف الشامخة وهو يستذكر الشهيد التل ، يقول ابوطوق: كان وصفي عدوا للبيروقراطية فقد كانت قراراته فورية ، سريعة التنفيذ ، يتابعها عن كثب. واتذكر انني كنت املك اول دار كمال جسماني في الضفتين وكان موقعها على درج قصر العدل القديم في شارع السلط وسط البلد ، وقد ترتب علينا الاجرة السنوية للبناء الذي فيه الدار والبالغة 300 دينار وقد اغلقت بوجهنا الابواب فقررنا الذهاب الى رئيس الحكومة وصفي التل في اليوم الاسبوعي الذي يلتقي فيه اصحاب الحاجات من عامة الشعب.. وبالفعل ذهبت وبرفقتي بطلان من ابطال بناء الاجسام في تلك الفترة هما: نمر كعوش وابوجريشة وكنا نرتدي ملابس رسمية وعندما بدأ يستمع لأصحاب الحاجات وصل لنا الدور في الحديث فقال: يا سعد -ويقصد سعد جمعة مدير مكتبه- خذهم على مكتبي.. وبالفعل جاء التل وعرفناه بأنفسنا وقال: قبل كل شي: «هظول» شو بشتغلوا؟ وكان يشير الى ابوجريشة وكعوش فقلت له بلا عمل فرفع سماعة الهاتف وطلب من «مقسمجي» الرئاسة ان يطلب له فورا مدير الأمن العام وبالفعل اتصل به التل وقال له بالحرف الواحد: «بدي ابعث لك شابين ابطال بدي تجندهم فورا.. دير بالك مش يرجعوا لي».. ثم قال ما هي مطالبكم فقلت له الاجرة السنوية مكسورة على النادي فقال لسعد جمعة: كم بقي من مخصصات هذا الشهر فرد جمعة (150) دينارا قال اعطيهم للشباب والأسبوع المقبل اعطيهم بقية المبلغ من مخصصات الشهر الجديد وهذا ما تم قولا وفعلا وتجند كعوش وأبوجريشة في الامن العام.

عيد العمال ووصفي

وتنهض هنا ذاكرة اليساري السبعيني نبيل صالح شقير احد اليساريين القدامى من كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سابقا الذي قال ان الشهيد وصفي التل هو اول من أقرَّ ان يكون عيد العمال عطلة رسمية في نهاية الستينيات من القرن الماضي، حيث كان اليسار له حضوره في تلك الحقبة وكان الجميع يحتفل بالعيد وتلقى الخطب، مؤكدا ان الشهيد التل كان يحرص على مشاركة العمال احتفالاتهم ويعمل معهم واكثر ما كان يسعده ان يقوم بزراعة الأرض مع العمال. وأضاف: أن وصفي كان الداعم القوي لمن كان يسميهم ابناء الحرّاثين وهم البسطاء من ابناء الريف الذين يذكرون جيدا كيف وقف الى جانب الفلاح، ودعم الحفاظ على الرقعة الزراعية، وكيف كان يحدث الفلاحين بلسانهم البسيط وبطبيعته الاربدية النقية، ويجالس القرويين على ابواب دكاكينهم.. وهو الذي كان يحرص على زيارة صغار المزارعين في مواقع عملهم، يناقشهم ويستمع لهمومهم ومطالبهم.. بل انه يرشدهم في كيفية زراعة محصولهم، فهو ابن الأرض الذي يعرف انها تعطي من يعطيها.

شهادات الكبار

* اعتبر رئيس الوزراء الاسبق الدكتور معروف البخيت تجربة الشهيد وصفي التل وفكره العسكري تمس تاريخنا الوطني والمواقف التاريخية للاردن، مؤكدا أن تجربة الشهيد ووضع فكره ومواقفه في سياق وطني، والتي لو تم الاخذ بها في حينها لتغير الكثير ولما وصلت الامة لما هي عليه الآن ، مشيرا الى أن الشهيد وصفي التل اعتبر أن أي «زعزعة» لأمن الاردن مصلحة للعدو الصهيوني، مؤكدا أن سيرة الشهيد التل ابتداء من نعومة أظفاره في بلدة عرب كير في شمال العراق ومرورا بمراحل دراسته وانضمامه الى جيش الانقاذ والمعارك التي خاضها وأثر هزيمة العرب في حرب 1948 والمراجعات الشجاعة والجريئة التي قدمها الشهيد حول أسباب الهزيمة في حينها، تؤكد حقيقة الرجل ومدى شجاعته ووطنيته وصدقه وثباته على مواقفه المشرفة الخالدة في تاريخ الوطن والأمة.

** العين عبدالهادي المجالي قال: أنا إذْ عرفت الشهيد وصفي التل بحكم علاقته بشقيقي عبدالسلام المجالي وعبدالوهاب «رحمه الله»، فإن لي تجربة شخصية معه عندما كنت قائدا لسلاح الهندسة، حينها استدعاني الى اجتماع حكومي، وطلب مني أن أنشئ سوقا في العقبة، فسألني: كم من الوقت تحتاج لبناء السوق؟ فأجبت: ثلاثة أشهر، فنظر الى أحد وزراء حكومته، وقال: ألم تقل إنك تحتاج الى سنة ونصف السنة، فعاد بنظره وطلب مني أن نبدأ من فورنا في العمل، فنفذنا المشروع وعدة مشاريع أخرى. وأضاف المجالي: كان الشهيد التل يثق تماما بقدرات ابناء القوات المسلحة على تنفيذ المشاريع بكافة المحافظات لإيمانه دوما بأنهم على قدر المسؤولية الوطنية.

** رئيس الديوان الملكي الأسبق وزير الإعلام في حكومة الشهيد التل عدنان أبوعودة قال: الحديث عن وصفي ليس أمرا سهلا، تعرفت إليه العام 1966 في معركة السموع وبقيت الصلة وزادت عمقا بعد حرب حزيران 1967.

وبين ابوعودة ان وصفي شخصية جدلية مركبة متعددة الأبعاد صاحب رؤية، وكان ينظر الى رئاسة الحكومة أنها تعني قيادة وإصلاحا وليس تميزا اجتماعيا، مشيرا الى أن الشهيد التل كان يريد تنظيم العمل الفدائي كورقة ضغط على إسرائيل كما كانت قناة السويس ورقة ضغط لمصر.

** الوزير السابق/ السفير الأردني في إيران حاليا الزميل عبدالله أبو رمان قال: إن الشهيد وصفي التل كان رجلا بتفكير علمي ويرفض تسمية نكبة ونكسة ويصر أنها هزيمة، مبينا أن اغتيال وصفي كان اغتيالا لمشروع مجابهة العدو الصهيوني.

** الوزير الأسبق مروان دودين قال : فور وصول نبأ استشهاد وصفي التل.. كان الإذاعيون الكبار.. أكبرهم وأشدهم عاطفة وبراءة المرحوم «إبراهيم الذهبي»، جميعهم النجباء إنهم هنا.. عدت إلى مكتبي بالاذاعة.. فهجموا على المكتب يقدمون التعازي لأنفسهم ولي بوقار واحترام.. شددت حيلي ووقفت خاشعا لموقف جليل رافعا رأسي بمؤسسة عظيمة تمثل الوطن أفضل تمثيل، كان من أعظم بُناتها وصفي التل، وكيف لا أرفع رأسي ولي شرف إدارة مؤسسة كان هو يوما رئيسها وقائدها.

** العلامة الدكتور ناصر الدين الأسد: وصفي كان يرى قضية فلسطين هي قضية الأردن وقضيته الشخصية وقضية كل عربي، مؤمنا إيمانا جازما أن الحل الوحيد هو خوض غمار الحرب دون تباطؤ، مشيرا إلى أن وصفي كثيرا ما كان يردد الحرب ضرورية الان.. الان وليس بعد حين، مرددا أيضا أن الوقت ليس في مصلحتنا إذ ربما تحدث أحداث ووقائع تستغلها إسرائيل لمصلحتها، فيزداد الأمر تعقيدا على العرب، لا سيما أنه كان ينعت الوجود الصهيوني في فلسطين بالسرطان الذي يجب استئصاله واقتلاعه من جذوره.

** الوزير السابق حمدي الطباع : في هذه المناسبة نتذكر وصفي الفتى الأردني العربي، المتقد حماسا لقضايا أمته، وفي مقدمتها قضية فلسطين، فلم يكتف بالتنظير كما فعل الكثيرون، بل سارع بدون تردد لينخرط في صفوف المتطوعين العرب في جيش الانقاذ في حرب العام 1948، وتولى قيادة فوج اليرموك الرابع في جيش الإنقاذ، ليشارك في الدفاع عن أرض فلسطين العزيزة على قلبه وقلوب العرب والمسلمين كافة، وبقي حتى آخر حياته يؤمن أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع فلسطين.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع