هذا الجزء الأكثر تذكرا وتكرار في ذاكرة الشعوب العربية عندما يذكر وعد بلفور ، والذي يحدث اليوم من قبل دولة اليهود وليس" اسرائيل " هو خروج بسيط على نص الوعد البلفوري ،والذي يشار فيه الى ضرورة احترام التركيبة العقائدية في فلسطين وفي بقية دول العالم بما يتعلق باليهود القاطنين في تلك الدول ؟ .
وقصة الوطن القومي تلك اشبعت تكرارا وطرحا من قبلنا كعرب في الكثير من اطروحاتنا النقاشية سواء على مستوى الأفراد أو السياسين ، ولعل ابرز تلك النقاشات يتمثل في الخطاب الديني الذي يسيطر على فكرنا عند محاولة تفسير اي سلوك يصدر عن " دولة اسرائيل "، وتكون النهاية التفسير انهم؛ يهود والقرآن اشار في الكثير من الايات لصفاتهم وسلوكهم مع غيرهم من البشرية .
وليس بعيدا عن النقاش المستند للدين عندنا يغيب عن ذهننا أن " دولة اسرائيل" ، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي يقترن اسمها بأسم نبي متفق عليه بين ثلاثة ديانات سماوية ، وبالتالي فان ماتقوم به " دولة اسرائيل " في فرض يهوديتها كدولة ليس بشيء جديد وهو مجرد تحديد للمسميات أو ارجاعها لأصلها اللغوي المعتقدي .
وبالتالي فان جيمع ما يمارس من مناورات سياسية على كافة الأصعدة والمحاور سواء العربية أو الغربية؛ يأتي من رفض من يتبعون الديانتان الاسلامية والمسيحية أن تسمى دولة بأسم نبي ، وهم وان اختلفوا في اسس عقيدتهم إلا أنهم يتفقون على رفض الأرث التاريخي لليهود ودورهم المرفوض دينيا في التلاعب بحقائق المعتقدات لديهم ، ورغم ذلك الاتفاق المسيحي الاسلامي لرفض يهودية الدولة " عقائديا" نجد أن الترابط ما بين السياسة والاقتصاد وطغيانا على الدين في إدارة دولهم ؛ يجعل من مناوراتهم مجرد تلاعب في مشاعر شعوبهم لمعرفتهم للدور الكبير لليهود اقتصاديا وسياسيا في إدارة دولهم قبل أن تدار بها " دولة اسرائيل " .