زاد الاردن الاخباري -
قبل أكثر من 1500 سنة تقريبا كان هناك حلف بين الروم والغساسنة العرب ،وكان من أحد مهام الغساسنة صد أي هجوم من الفرس وتأمين سبل الراحة والأمان للروم داخل الأراضي الغسانية .
وفي يوم من الأيام نذر قيصر الروم هرقل نذراً لله تعالى إن كشف عنه جور فارس ليمشي إلى القدس حافيا ،فلما فتح الله عليه أوفى بنذره وكان تبسط له البسط وتلقى له الورود والرياحين يمشي عليها ،وكله بإشراف غساني .
اليوم تغيرت المسميات وتغيرت الوجوه وحتى تغيرت الأهداف .
فهاهي السفيرة الأميركية أليس تذهب إلى معان وتناقش وتحلل ما تمر به مدينة معان من مشاكل اقتصادية وأمنية ،وكأن المملكة الأردنية ليس فيها وزير تخطيط أو وزير مالية أو محافظ ليحل هذه المشاكل. وكما تعلمنا أننا في الأردن دولة ذات سيادة .
ففي العرف الدبلوماسي لا يجوز للسفير ان يتحرك ألا في أطار تحدده الدولة المستضيفة ودائما يكون بالعاصمة وضمن مناطق محددة وليس كل العاصمة، فمثلا سفير الأردن في بريطانيا لا يجوز له الذهاب الى ليستر أو مانشستر ألا بموافقة أمنية و موافقة وزارة الخارجية و دواعي أسباب الزيارة .
ولكن تعودنا في الأردن أن يتجول السفراء الغربيون في الأردن دون رقيب أو حسيب ،وكأن موافقة الحكومة الأردنية تحصيل حاصل . فمنذ متى رئيس بلدية يرسل دعوة إلى سفير مباشرة !
أن مثل هذه التصرفات ستؤدي إلى لجوء المواطنين لهذه السفارات لحل مشاكلهم وهذا فعلا ما حصل سابقاً ،حيث ذهب أحد المواطنين إلى سفارة بريطانيا يشتكي من مخالفات السير وطلب اللجوء الأنساني وهناك الكثير من القصص من هذا النوع .فهل هذا ما تسعى أليه الحكومة الأردنية .
أتمنى من الحكومة الأردنية أدراك هذا الموقف وحفظ هيبة الدولة والمواطن ،ولنحل مشاكلنا فيما بيننا ولا داعي للغريب أن يُنظر علينا .
احمد الروسان