زاد الاردن الاخباري -
رصد - اشتعلت الصحافة العبرية غضباُ على رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبد الله النسور في أعقاب برقية التعزية التي دفع بها الى اسر الشهيدين منفذي عملية الكنيس في القدس - بحسب رصد "زاد الأردن" - .
وقالت الصحافة العبرية أن السفير الاسرائيلي في عمان قدم مذكرة احتجاج يوم أمس الاثنين تتضمن رسالة شديدة اللهجة إزاء برقية النسور، وهو النبأ الذي تناوله غالبية الاعلام الاسرائيلي.
وابدت القناة الثانية امتعاضها من رسالة النسور التي قالت انه رحب باقامة عزاء يومي الخميس والجمعة في عمان لذوي الشهيدين، فيما وضعت صحيفة "جويش بريس" العبرية صورة للنسور وبجانبها عبارة "الارهاب" في سياق انتقدها لموقف رئيس الوزراء الاردني.
وذكرت "هآرتس" أن سفارة تل ابيب في عمان سلمت وزارة الخارجية الاردنية "رسوماً كاريكاتورية معادية للسامية ولاسرائيل" نشرت في وسائل اعلام اردنية والتي اعتبرتها “تحرّض وتصعد العنف ضد اسرائيل – حسب ما نقلت القناة العبرية الثانية-“.
كما طاول النقد والهجوم مجلس النواب الاردني الذي قرأ الفاتحة على روح الشهيدين في جلسة مجلس النواب التي عقدت الاسبوع الماضي.
وأسفت صحيفة "جيوش بريس" على اعتبار رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة منفذي عملية القدس ب"الشهداء" وقالت ان من وصفتهم بـ"القتلى" هم "ارهابيون" - على حد زعمهم - .
الى ذلك كشف مسؤول أردني رفيع المستوى عن ثلاث رسائل احتجاج إسرائيلية وصلت للحكومة الأردنية مؤخرا، في وقت استدعت فيه عمان السفير الإسرائيلي لديها دانييل نيفو على خلفية تصريحات له سخر فيها من البرلمان الأردني.
وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن إسرائيل أرسلت للأردن خلال الأيام الأخيرة رسالة احتجاج ‘بعد أن قام أعضاء مجلس النواب بقراءة الفاتحة على روح منفذيْ عمليتي القدس الشهيدين غسان وعدي أبو جمل’.
وتضمت الرسالة الثانية -حسب المسؤول- احتجاجا على خلو البيان الصادر عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني الذي دان فيه العنف ضد المدنيين من كل الأطراف ‘من وجود إدانة صريحة من الحكومة الأردنية’، واعتبرت أن الإدانة الأردنية لم تتطرق لقتل خمسة إسرائيليين داخل كنيس يهودي في القدس المحتلة.
أما الاحتجاج الإسرائيلي الثالث فقال المصدر إنه لم يصل بعد للحكومة الأردنية لكنها علمت بصدوره ويتعلق بإرسال مكتب رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور برقية عزاء لديوان عائلة منفذي عملية القدس، والتي فتحت بيتا للعزاء في العاصمة عمان.
وأضاف أن الحكومة ‘ردت على الاحتجاج الأول بأن البرلمان مؤسسة دستورية لها قراراتها ومواقفها التي تعبر عنها ولا يحق للحكومة التدخل فيها، وردا على الثاني قالت إن إدانتها واضحة وتعبر عن موقف ثابت يدين قتل المدنيين من أي طرف، وإن الإدانة جاءت في سياق توتر أدى لقتل مدنيين من الطرفين’.
التوقيت
ويأتي الكشف عن هذه الاحتجاجات على خلفية توتر العلاقات الأردنية الإسرائيلية منذ سحب عمان سفيرها لدى تل أبيب وليد عبيدات للتشاور مطلع الشهر الجاري إثر قيام جنود إسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى المبارك.
وذكر المصدر الأردني للجزيرة نت أن عمان ستعيد
سفيرها لإسرائيل ‘عندما تكمل تنفيذ تعهداتها’ التي جاءت على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اللقاء الثلاثاء الذي جمعه في عمان بالملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق من هذا الشهر الحالي.
وبحسب المصدر فإن إسرائيل ‘نفذت بعض التعهدات، خاصة ما يتعلق بالسماح للفلسطينيين من كل الأعمار وخاصة من سكان القدس المحتلة بالصلاة في المسجد الأقصى دون قيود، لكن هناك تعهدات إسرائيلية لم تنفذ، منها ما يتعلق بالحرم القدسي، وأخرى تتعلق بالوضع في مدينة القدس’.
واستدعت الحكومة الأردنية مساء أمس الاثنين السفير الإسرائيلي في عمان دانييل نيفو، وطلبت منه الحضور لوزارة الخارجية ظهر اليوم الثلاثاء نظرا لكونه موجودا خارج الأردن.
وقال الوزير المومني للجزيرة نت إن الاستدعاء جاء على خلفية تصريحات نسبت لنيفو وجه فيها انتقادات غير مقبولة لمجلس النواب الأردني.
ونبه المومني إلى أن الحكومة ستتخذ القرار المناسب بعد أن تتحقق من تصريحات نيفو ‘غير المقبولة بحق مؤسسة البرلمان في حال ثبوتها’. وأكد أن ‘الحكومة استدعت السفير منذ صباح الاثنين، إلا أن وجوده خارج المملكة حال دون مثوله أمام وزارة الخارجية الأردنية’.
من جهته انتقد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة ‘التلكؤ الحكومي في التعامل مع السفير الإسرائيلي منذ حادثة استشهاد القاضي الأردني زعيتر، والاعتداء الوحشي على أهلنا في قطاع غزة، ومرورا بالتصريحات المترددة لمسؤولين حكوميين حيال مسلسل الاعتداءات على المقدسات في القدس والمسجد الأقصى، تسبب في حالة العنجهية في تصريحات السفير الإسرائيلي الذي يعرف جيدا أنه بحكم غير المرغوب بوجوده شعبيا’.
وأشار في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أن الحكومة ‘هي من يجب أن تقوم بالرد المناسب على مثل تلك التصريحات التي تمثل تدخلا سافرا في شؤون الأردن’.
الجزيرة ووكالات