كمتتبع بعض الشيء للشأن الإعلامي الفلسطيني وفي جانب اللقاءات الصحفية سواء المنظمة أو العشوائية للعديد من مسؤولي السلطة الفلسطينية ، وجدت أن هناك سر رئيس جعل القضية الفلسطينية تراوح مكانها منذ عشرات السنين ولاتحقق أية مكاسب على الأرضللشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو الشتات .
وهذا السر يتمثل في لغة الخطاب الإعلامي الفلسطيني عند الحديث عن القيادة العليا ، وهو خطاب يرسخ الشخصنة على الأرض ويؤكد أن وجود الأرض مرتبطب وجود الرئيس، وأن هذا الرئيس هو الذي يملك مفاتيح القضية كاملة وبقية من يحيطون به مجرد حملة لتلك المفاتيح ولايحق لهم بدء كلامهم دون تأكيد حضور الرئيس سواء المعنوي أو المادي في أي تصريح اعلامي لهم .
وهنا يتم إلحاق الشعب ومن ثم الأرض للرئيس كي تترسخ تلك الحالة من الشخصنة ، وهي حالة جعلت من القضية الفلسطينية قضية رئيس" سلطه" وحكومة بعد أن كانت قضية شعب، وفي الجانب الأخر من القضية نجد أن الأرضوالشعب هما المسيطران على الخطاب الاعلامي للدولة اليهودية ومضافا لهما اليوم الديانة التي من خلالها سوف تصبح معركة القضية الفلسطينية الجديدة بين اليهود و" السيد الرئيس " الذي اعطى نفسه وكادره الوزاري الحق في تصدر القضية والقى من وراء ظهره الشعب والأرض .
والشيء الأخر الذي يعطي هذا السر دوره الكبير في افشال أي محاولة لرأب الصدع في العلاقة الانفصامية ما بين شخص الرئيس والأرض والشعب ؛ أن الرئيس وكبار موظفي حكومته يمتلكون جنسيات اخرى وهذا يقدم لهم مساحة كبير من اللعب خارج أرض الوطن يفتقدها غالبية شعبهم في الداخل والشتات ؟.