زاد الاردن الاخباري -
يتجه ملف الأزمة المتصاعدة بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين بعد إعتقال الرجل الثاني في التنظيم الشيخ زكي بني إرشيد إلى مساحة من «الهدوء المصطنع» بين الجانبين على أمل اتضاح ما يسميه الناشطون في التيار الإسلامي بـ «الحلقة الأخيرة» من مسلسل استهداف الحركة الإسلامية.
عدة "رسائل " إجرائية وأمنية وصلت للحركة الإخوانية خلال الـ 48 ساعة الماضية تحاول الإيحاء بأن الهدف من اعتقال بني إرشيد ليس التمهيد لصراع مفتوح مع الجماعة الأكثر حضورا في الأردن بل التفاعل مع «ضغوط إماراتية» نتجت عن مقال اتهم فيه بني إرشيد أبوظبي بممارسة الإرهاب.
تلك الرسائل حاولت الإشارة إلى أن الدولة ستتعامل مع قضية بني إرشيد بصورة فردية وقانونية بحتة وعلى أساس انها مخالفة للقانون بعيدا عن استهداف جماعة الإخوان كما صرح وزير الشؤون السياسية الدكتور خالد كلالدة.
بعض التلميحات في السياق كانت «إجرائية» فقد تم نقل السجين بني إرشيد من سجن الجويدة شرق العاصمة إلى سجن جديد وفيه ميزات من الرفاهية في ضاحية ماركا شمال العاصمة وسمح لعشرات الشخصيات بزيارته بدون تعطيل أو خشونة.
تلتقط أجهزة استشعار الجماعة الإخوانية هذه الرسائل الناعمة بحرص على عدم الاستعجال في بناء تصورات وسيناريوهات مع التأكيد على ضرورة العمل دوما على تأمين الإفراج عن بني إرشيد وخمسة موقوفين آخرين.
المسؤول الإعلامي لجماعة الإخوان الشيخ مراد العضايلة قال لـ «القدس العربي» أن الجماعة ترفض الاعتقال السياسي ولن تلجأ لأي تصعيد مشيرا إلى أن هيئة قانونية خبيرة ستتولى الدفاع عن بني إرشيد وسيتم التعامل قضائيا مع المسألة رغم انها سياسية من وجهة نظرنا.
وقد تجنبت الحركة الإسلامية تنظيم تجمعات مناصرة لبني إرشيد على بوابة السجن دعا إليها بعض النشطاء على أمل تكريس دبلوماسية «هادئة» فيما جرت اتصالات مع أقطاب من رجال الدولة من بينهم رئيس مجلس الأعيان عبد الرؤوف ا لروابدة ونائبه رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز.
وفقا للعضايلة سيواصل التيار الإسلامي برنامجه السياسي كالمعتاد وستنطلق مسيرات يوم الجمعة المقبل لنصرة القدس والشعب الفلسطيني.
من وجهة نظر التيار الإسلامي توجد عدة سيناريوهات في مستوى التنفيذ في القرار السياسي والأمني سيتم التعامل مع أي منها في وقته مع الاحتفاظ لأقصى مدى ممكن بالهدوء والأعصاب الباردة على أمل أن تنتهي أزمة إعتقال بني إرشيد بصخب وضجيج أقل وبدون تأثيرات جانبية خصوصا مع وجود أكثر من 20 شخصية سياسية ووطنية من خارج الصف الإخواني شاركت في الزيارة الجماعية التي نفذت صباح الأحد للمعتقل بني إرشيد.
الانطباع العام حتى الآن أن اعتقال بني إرشيد له علاقة بعدم الشعور بالإحراج مع دولة الإمارات العربية بعدما وجه لها الرجل علنا انتقادات حادة وخشنة وغير مسبوقة والصحافة الرسمية تتجاهل القضية برمتها في مسعى لإظهار عدم وجود حلقات جديدة في مسلسل التصعيد مع الإخوان المسلمين.
بني إرشيد نفسه صرح من داخل «سجن مريح» نسبيا بأن السجن فرصة له «لخلوة مع الله» مشيرا لوفد زاره إلى انه يتمتع بمعنويات مرتفعة وفيما يخص المطبخ الإخواني الفرص الحائرة لسيناريوهات التصعيد وعدمه ستتضح خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة وسيتم التعامل بالقطعة مع مسارات الأحداث خصوصا أن تصريحات بني إرشيد عموما تجد من يعترض عليها حتى داخل الصف الإخواني.
بالنسبة للدولة أيضا ستتعامل بنفس الطريقة مع «ردود فعل» الإخوان المسلمين ووفقا للشعار الذي رفعه مبكرا رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في حديث سابق لـ«القدس العربي» عندما رحب بالحوار مع جميع الأحزاب بدون «دلال» خاص بالإسلاميين بمعنى بدون فتح قنوات حوار خاصة يطالبون بها بالعادة.
ما صدرمن مواقف رسمية حتى الآن يحصر قصة اعتقال بني إرشيد في الإيقاع الإماراتي تحديدا دون برامج تصعيد لكن في جعبة المستوى الأمني والسياسي ردود على أي خروج عن قواعد اللعبة من قبل الإخوان المسلمين أو غيرهم والسيناريوهات في حالة «تصعيد» الجانب الإخواني متوالية في هذا الاتجاه.
بسام البدارين - القدس العربي