زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ينتظر محبو برنامج "آرب آيدل" برنامجهم المفضل يومي الجمعة والسبت على أحرّ من الجمر ، فتجد الفتاة تنتظر ما ترتديه الفنانتان أحلام ونانسي عجرم ، والشاب ينتظر أن يشاهد "ستايل " وائل كفوري ، وقصة شعر حسن الشافعي ، عدا عن الأجواء الصاخبة والموسيقية التي يضفيها البرنامج الذي يستمر لـ(3) ساعات ، حيث المكسرات و"البشار" ، والأرجيلة، ويصاحبها التصفيق والتصفير تشجيعا لأصحاب الأصوات الجميلة .
إلا أن هنالك في الطرف المقابل أصوات تصرخ ليس بأغنية أم كلثوم ، او صوت محمد عبد الوهاب ، بل بأصوات التشريد والألم ، والتجويع والظلم ، وأصوات المقدسيين الذين ما زالوا يصرخون ، إلا ان صرخاتهم ما زالت مكانها لا تصل ضمائر هؤلاء.
فصوت الموسيقى أعلى من أصوات هؤلاء الذين يبكون شهداءهم ، وهؤلاء الذين بكوا أراضيهم ومنازلهم ، وصوت "الطرب الأصيل" أسر قلوب المشاهدين ، وما ارتدته الفنانة "أخذ عقول شبابنا ، وقصة شعر الشافعي باتت حديث الشاب الأردني ، لكنهم نسوا ما ارتدته أمهات ودعوا الحياة لفقدان احبائهم ، وتناسوا قصّة شعب فلسطيني ما زال يناضل لأجل حقه المشروع ، وقصة شعب عراقي ما زال يجاهد لكرامته، وشعب سوري يبحث عن قطعة "زينكو" تقيه مطر الشتاء القارس .
وما أن ينتهي البرنامج حتى تبدأ التعليقات على تفاصيله الدقيقة والدعاء للمشاركين بالتقدم ، وعدم الوجود في مقعد الخطر ، وهنا يكمن الخطر .. فشعوب في خطر ولا دعاء لها ، ولكن هذا الشاب في مقعد الخطر ويجب التصويت له فصوته جميل ... والمعنى واضح .
اليوم السبت والحلقة ستكون "ساخنة" فهنالك شخصان سيخرجان "يا خسارة" ، وكم من أبطال خرجوا من الحياة دفاعا عن شرف امة وكرامة شعب ، ولكن من ينظر لهم ....