بداية الأغنية كانت تمثل تاريخا لكل ما أطلق عليهم بالقوميين والشيوعيين العرب في فترة وجود عدو واحد متفق عليه ، واعداء صغار يتبعون له من باب الولاء واحقية البقاء على سدة الحكم في دولهم لعقود، ويقول مقطع أخر من الأغنية " اننا نهوى الظلاما " ويبدو أن هذا المقطع هو ما تبقى في ذاكرة هؤلاء القوميين الى يومنا هذا .
وبقاء هذا المقطع من الأغنية في ذاكرتهم لأنهم والى اليوم يحبون الظلام كمكان أكثر ملائمة بالنسبة لهم كي يعملو ، وأن ضوء الشمس يصيبهم بالعمى ويعتمدون على شعورهم بنورها فقط ويتخذون من طريقة" عبادالشمس" في تتبعه للشمس اسلوبا لتتبعهم لما يحدث في الوطن العربي الكبير" كما يدعون " ، واثناء لعبهم في ظلام سجون انفسهم كان هناك دويلات تنمو من بذرة المشيخة العربية وكبرت الى أن وصلت لإمارات وممالك ودويلات تصول وتجول في ساحة العروبة التي خصيت من قبلها .
واليوم أصبح ظلام السجون ليس حكرا على أنظمة ذات تاريخ عسكري وجد لوقف تمدد تيارات اليسار والقوميين ، بل امتد ليشمل تلك الإمارات والممالك والدويلات الصحراوية وجاء من ابناءها من يتصرخ اليوم من ظلام السجن وظلم السجانين، والملفت للإنتباه في هذا الزمن أن ظلام سجون تلك الدويلات أو الإمارات والممالك يرافقه ضوء شمس يتراقص على زجاج ابراجها وزرقة مياه خليجها.
والعجيب اليوم ايضا أن هؤلاء القوميين واليسارين لم يلحظوا والى اليوم أن هناك من يقبع في ظلام تلك الدول لمجرد انه خالف امراءها وملوكها الرأي ، ولم يخرج عنهم أي بيان أو تصريح لدعم صمود هؤلاء الاشخاص ، بل تجد منهم من يتقول عليهم بانهم يلعبون في الوقت الضائع للتاريخ العربي وعليهم العودة لرشدهم والسير على خطى امراءهم ملوكهم ، أو الخروج كما خروجو هم من جغرافيا الوطن ككل واكتفو بالعيش في ظلام غربتهم مع القليل من ذكرى اوطناهم .