الانانية كلمة مشتقة من الأنا – والأنا إشارة إلى ذات المتحدث ومحاولة استغلال كل الظروف المحيطة لإبراز الذات ,والذات هنا حكما ذات فردية لا جمعية أو جماعية لأنها لو كانت كذلك لتحررت من الأنا.
والأناني شخص من صفاته الرغبة في الإشارة إليه بمناسبة وبغير مناسبة , ويحب أن يمدحه الناس ويكره أن يسمع مدح الآخرين وبالضرورة لا يمدح إلا نفسه ,شخص يحب التملك ويتصرف برعونة بضغط من الأنا وقد يصل به الأمر أن يتصرف تصرف الأطفال.
حب الذات وحب الخير للذات أمر مشروع لكن يجب ان يقترن بحب الخير للآخرين والعمل على إفادتهم أو على الاقل عدم حب الشر لهم وإلا دخل الفرد في دائرة الأنانية , والأنا إذا تكرست وتجذرت في النفس والسلوك أصبحت مرضا,قد يصعب الشفاء منه,فيسبب للأناني القلق وعدم الإستقرار .
والأنانيون أناس يعكسون بالضرورة ما تربوا علية ,فأولاء الذين اعتادوا حب التملك ,وحب السيطرة ,وحب الظهور يميلون الى الأنانية أكثر من أولاء الذين تربوا على حب الغير , والتعاون,والصدق والأمانة .فهم غالبا يعيشون بلا مبدأ وبلا ضمير ,وهم أبعد ما يكونون عن التضحية ونكران الذات .
ويميل الأناني دائما إلى الكذب والخداع والنفاق والرياء وكرة الآخرين وقد يصل الأمر حد التجني على الآخرين وخاصة من يشعرون بأنهم يتفوقوا عليهم و من يخشون منهم أن يشاركوهم أو يسلبوهم أسياءهم سواء كانت هذه
الأشياء مادية أو معنوية ,فهم يعيشون حالة من الخوف والحيرة والقلق والشك ,وهم أناس لا يعيشون بطمأنينة وأمان ولا يحبون أن يعيش غيرهم بأمان, لأنهم يعتقدون ان هدأة بال الآخرين قد تعطيهم فرصة للتفوق عليهم ولظنهم ان نجاح الآخرين هو فشل لهم .
وغالبا ما يجنح الأنانيون إلى تجاوز القيم والعادات والتقاليد وتعاليم الذين, فهم لا يلقون بالا لمشاعر الآخرين ,يعملون تفكيرهم في التخلص ممن يخشون انهم ينافسوهم على موقع أو جاه أو منصب, فيكنون لهم العداء وأحيانا العداء المفرط دون مبرر.
والأناني عموما لديه الإستعداد أن يدوس على كل المثل والقيم التي هي أصلا لا تعني له شيئا فهو لا يكترث لغضب قريب أو صديق أو حتى أب أو أم أو أخ و أخت اذا شعر ان أيا من هؤلاء ممكن أن يهدد مصالحة أو يحاول أن يكبح جماح نمو الأنا لديه .فنجده إما أن يشيطن الآخر أو يتحالف مع الشيطان ضده إذا شعر أنه يهدد مصالحه.