هل تستمع للأخبار؟ لأ ، يا رجل بالأمس قتل اربعون في العراق وخمسون في سوريا وعشرون في ليبيا واربعون في اليمن ومصر قتل بها ثلاثة ، والداعشيون قتل منهم عشرون بالأسم من قبل التحالف ، كل ذلك ولاتسمع الأخبار! ، اذا ماذا تتابع ؟، TOM AND JEERY .
وقصة TOM AND JERRY ومنذ ستين عاما وربما يزيد وهي تعرضوتثير لدي الضحك وتفرغ شيئا لدى يسمى بالإعلام الغضب البشري من البشر أنفسهم ، TOM ورغم محماولات JERRY اليائسه للهروب منه لاتنجح في النهاية ولايتمكن من أن يأكل JERRY ، بل في بعض اللقطات نجد أن JERRY قد وصل لحلق TOM ولكن المخرج يعيده من جديد كي تبدأ المعركة المستمرة منذ عقود .
وردا على صديقي وكي اشاركه في الحوار السياسي الذي أصر على فتح ابوابه رغم محاولاتي السابقة في شرح قصة أو حبكة TOM AND JERRY ، قلته نحن العرب نشابه الحلم الذي يراود TOM وهو أن يأكل وهو أن يأكل JERRY ، ولكن عندما تصل اللقمة للفم تجد هناك من يقوم بنزعها وإعادت العرض من جديد ، ونحن العرب ومن ستين عاما كشعوب يراودني حلم بسيط وهو أن نصبح ديمقراطيين ، وكلما اقترب الحلم يقوم أحدهم بإعادت العرض من جديد ، والأمثلة من " الخداع العربي " الأخير كثيرة ومنها أن مصر حكمها مبارك ثلاثون عاما ويزيد وعندما صلت لفهم الديمقراطية جاء العسكر واعدو عرض معركة مصر مع الديمقراطية ، وكذلك سوريا واليمن وليبيا والعراق ولكن تونس ما تزال لقمة الديمقراطية في فمهما كما كان مخرج TOM AND JERRY يفعل احيانا عندما يقرر أن يبقي JERRY في حلق TOM للمزيد من التشويق والإثارة في العرض ، ولكن في النهاية يأتي المخرج ويعيد الأمور لنصابها ويعاد عرض TOM AND JERRY .
وبعد أن نسمع صديقي فلسفتي لما يدور في الوطن العربي الكبير من المحيط للخليج ومن البحر إلى المحيط ، توقف عن الكلام والسؤال وشرب كأس شايه الذي برد ووضع باكيت سجائره في جيبه مع القداحة وغادر منزلي وانا متأكد أنه لن يعيد طرح السؤالعلي مرة أخرى أو ربما يحضرلي في المرة القادمة CD لمجموعة حلقات عن TOM AND JERRY بدلا من كتاب " نقد العقل العربي " الذي احضره لي قبل سنوات طويلة وعلى أمل أن اعيد ترتيب افكاري بعد أن تمكن أحدهم من أن ينقد العقل العربي ؟.