أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة فيتو روسي ينهي مراقبة نووي كوريا الشمالية بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات مؤشر نيكي يسجل أكبر مكاسب من حيث النقاط في السنة المالية أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا تلاسن حاد بين نتنياهو وغانتس باجتماع حكومة الحرب وزارة الصحة في غزة: 7 مجازر إسرائيلية تسفر عن 71 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة

نعمة الأمن

26-10-2014 12:15 AM

كثيرا" ما يتغنى المواطن قبل المسؤول ب "نعمة الأمن والآمان "، التي تميزنا عن غيرنا من البلدان، ولا نختلف على ذلك، بل نتفق جميعا بأن الأمن موجود، إلا أن الأمان مفقود في ظل غياب العدالة والمساواة وتفشي الفساد والواسطة والمحسوبية ، فحل الخوف مكان الأمان في نفوس الأردنيين ، واستوطن فيها .. فعن أي أمان تتحدثون ؟!..

وإذا ما افترضنا أن الأمان هو ما نتغنى به، فكيف للمواطن أن يشعر به عندما لا يجد فرصة عادلة للتعيين ، ونراه يفقد حقه في تلقي العلاج، ويصعب عليه الحصول على مقعد جامعي بعد أن تكون "اكتافه قد انهدت" من الإكتظاظ في الغرف الصفية في مراحل دراسته ؟!.. وكيف السبيل للشعور بالأمان بعد تفشى الفساد في غذائنا ودوائنا وتلويث مياهنا ؟!..

كيف للمواطن أن يشعر بالأمان؛ بعدما تبخرت أحلامه في الحصول على سقف يستره ويورثه لأبنائه ؟!..وأين الأمان في شوارعنا التي ضاقت بنا وغابت عنها وسائل النجدة التي من شأنها تلبيه نداء مواطنة وابنتها إثر تعرضهما لتحرش في شوارعنا التي من المفترض أنها تشهد حالة استقرار أمني؟!..

أي أمان سيشعر به المواطن عند استلامه فاتورة الماء والكهرباء؟!.. ويا للذعر الذي يصيبه عندما يعلم بقرب منخفض جوي ، لعجزه عن توفير الدفء المنشود بعد ما شهدته المشتقات النفطية من ارتفاع تصاعدي في الأسعار ؟!..
أين الأمان الذي تتحدثون عنه ؟! ونحن نشهد حالات من التسمم الغذائي في فنادقنا ومقاصف مدارسنا ومطاعمنا ؟!.. وأين الأمان في ظل غياب المساءلة القانونية حول الأخطاء الطبية التي يقترفها أطباء في ظل غياب الرقابة وضعف القوانين ؟!..وهل الأمان أن يفقد مواطن حياته لحقنه مطعوم الإنفلونزا بالوريد بدلا من حقنه في العضل ، وهذه تعتبر من أبجديات الطب ؟!..
أين الأمان عندما تتناول طفلة جبنة معجونة بالزجاج ابتاعها لها والدها ؟!.. وهل يشعر المواطن بالأمان عندما لا يجد سوى كيس القمامة لستر عورته في مستشفى حكومي كبير لعدم توفر الشراشف في ظل غياب الرقابة ؟!..
عن أي أمان تتحدثون ..عندما تجبر معلمة طالب بالمرحلة الإبتدائية على خلع ملابسه كنوع من العقاب ؟!.. وهل الأمان في الأعتداء على المعاقين من أبناء هذا الوطن في دور الرعاية بالضرب والتعذيب والإهانة ؟!..
أين الأمان الذي تتغنون به ، وأنتم من قررتم ونفذتم إزالة سوق العبدلي الشعبي بالقوة، وقمتم بتحويل المعترضين لمحكمة أمن الدولة ، حماية للسياح ومرتادي مشروع العبدلي من أن يصيبهم تلوث بصري ؟!..
هل هذا هو الأمان الذي تقصدون... عندما تطلق السفارات التي نستضيفها تحذيرات لرعاياها وأبنائنا من حملة جنسياتهم بعدم ارتياد متاجر؛ حرصا على حياتهم لاحتمال تعرضها لعمليات " إرهابية " ؟!..
كيف للمواطن أن يشعر بالأمان وهو يسمع تصريحات مسؤولين عما يدور حول فرض الأحكام العرفية بحجة المحافظة على هيبة الدولة...وأين الأمان عندما نسمع أن " أوطاننا تتأرجح بين الزلزال والزوال"؟!..
كيف للمواطن أن يشعر بالأمان عندما يعلم بمشاركة بلاده في التحالف والحرب على الإرهاب ،واستغلال الغرب للحرب على "داعش " في ظل حالة الضعف العربية؛ لإعادة إنتاج "سايكس بيكو" جديدة يتم فيها تقسيم المنطقة على أسس دينية وعرقية، خدمة لمصالح إسرائيل، التي تسعى إلى شرذمة الوطن العربي لتحقيق أهدافها في المنطقة؟!..
إن" نعمة الأمن " ليست عبارة نطلقها اعتباطا ، بل هي شئ يلمسه المواطن،والواجب عليه، ومن قبله الأجهزة الأمنية، العمل على حماية الأمن قبل توفيره والحفاظ عليه من مخترقيه، والحفاظ عليه من أي مكروه ، ومن الزوال ، وهذا يحتاج من المسؤولين مصارحة المواطن بما يدور من حوله ، حتى يشعر أنه شريك حقيقي وليس مستغفلا ، ويكون بذلك مع الحكومة وقراراتها وليس ضدها ،وشراكته تشعره بالأمان وتبدد الخوف بداخله من خلال التطمينات الحقيقية له عن أوضاع بلاده، وبالتالي تنعكس على أوضاعه المختلفة.

وحتى لا نفقد الأمان ، وحتى نتمتع بنعمة أمنه ، علينا أن نتنبه إلى أن العدالة هي وسيلتنا الوحيدة التي تجعلنا ننام بأمان .
وسيبقى دعاؤنا الدائم إلى الله " رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا "..
Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع