الداود : "داعش" يجاهد بقتل المسلمين

زاد الاردن الاخباري -

قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل الداود أن خطبة الجمعة عبادة عظيمة في الاسلام لها حرمتها وقدسيتها ورسالتها وقيمها ومعانيها التي يجب ان تنعكس على المجتمع اخلاقاً ومودة وتكافلاً ووحدة.

وأكد وزير الاوقاف خلال حوار موسع مع الخطباء في مديريات اوقاف محافظة اربد عقد اليوم بالقاعة الهاشمية التابعة لبلدية اربد أن خطبة الجمعة بمثابة مؤسسة تربوية يتم من خلالها غرس القيم والمفاهيم والافكار وهي ايضاً أداة سياسية لبث الوحدة والتكافل والأمن والاستقرار بعيداً عن الفرقة والخلاف والتناحر.

كما كد داوود اهمية التمييز والفصل بين تناول الخطبة للامور والشؤون السياسية وتبصير الامة بما يجري ويدور حولها وما بين تسييس المنابر واستغلالها لتمرير افكار ورؤى سياسية ومارب شخصية ومصالحية غير بناءة تسهم بزيادة مساحة الفرقة والخلاف بين صوف المجتمع.

وبين ان خطبة الجمعة وسيلة اعلامية هامة لما للمنبر من تأثير لاتساع نطاق وصولها للملايين في وقت واحد بما لديهم من استعداد وميول للقبول وبالتالي لابد ان تكون مركزة وموجهة وحقيقية تنشر المودة والمحبة بين الناس والقيم وتساهم في بناء الاخلاق وتعالج مشاكل المجتمع وسلبياته بهدف معالجتها بعيداً عن التوبيخ والذم وكذلك تعظيم الايجابيات كما كان فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام من خلال رسالة المسجد العظيمة.

وشدد الداود على ان المنبر ليس وسيلة لتصفية الحسابات وجلد الذات وانما تقع عليه مسؤولية كبيرة في محاربة الافكار المنحرفة والمتطرفة والعنف والارهاب وكل ما يشوه الاسلام العظيم كداعش التي تمارس الجهاد من خلال قتل المسلمين وتقطيع الرؤوس ونقل صورة مشوهة عن الاسلام والمسلمين في الوقت الذي جاء الاسلام رحمة للبشرية وللعالمين وهو بريء من كل هذه الافعال والتصرفات المنحرفة.

ودعا وزير الاوقاف الى ان تركيز خطب الجمعة على الابتعاد عن العصبية والقبلية وبيان أهمية الاخلاق وبث المودة والمحبة وحسن التربية وتصحيح المفاهيم وعدم الحديث بغير علم أو بث الشائعات وتهذيب وتربية الاجيال وتثقيفهم وتحسس مشاكل الناس والعلاقات الاجتماعية والتكافل والرحمة واداء الواجب الوظيفي والأمانة والصدق ومراعاة ان تكون الخطب منسجمة مع موعد الحدث ووقته وزمنه بما يسهم في نشر الامن والاستقرار ومحاربة الجريمة بكل انواعها.

وأشار الى اهمية ان يكون الخطيب ملماً بالعلم الشرعي وان يكون قدوة حسنة يعكس ما يقال عن المنبر على ارض الواقع حتى يؤثر بالناس وان يكون صادقاً ومخلصاً في كلامه لله تعالى رفيقاً بالناس متمتعاً بحسن الخلق والدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن والكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق وان يكون عند الخطبة ملتزماً بمظهر ولباس مميز وان يراعي المدة الزمنية للخطبة بحيث تكون ما بين 15-20 دقيقة فقط موضحاً ان الوزارة لا تلزم الخطيب بلباس معين غير انه من غير المقبول الخطابة بالملابس العادية.

وأكد ان وزارة الاوقاف جعلت هدفها ورسالتها تفعيل الدور الدعوي للمسجد من خلال تفعيل دور الخطيب والذي له حرية واسعة بالحديث عن أي موضوع اجتماعي او سياسي بعيداً عن الحديث المسيس والتكفير والتخوين كونه غير مسموح به على المنابر لانه يفرق الأمة ولا يسمح به قانون الوعظ والارشاد مشيراً الى ان توقيف 25 خطيباً عن الخطابة جراء مثل هذه المخالفات وأن هذا التوقيف جاء بعد استنفاذ النصح والارشاد والتنبيه.

وبين ان وزارة الاوقاف لها توجه في المرحلة القادمة لمساعدة الخطباء في مواكبة أحداث الساعة وان تكون خطبهم منسجمة مع التوجيه النبوي فإنه سيتم بث خطبة استرشادية من خلال موقع الوزارة الالكتروني يبين في كل اسبوع موضوع خطبة ومحاورها للاستفادة منها دون ان تكون ملزمة مؤكداً ان حديث الخطباء في يوم واحد من خلال 5500 مسجد في موضوع واحد كاطلاق العيارات النارية في المناسبات او العنف والمشاجرات أو ما يتعرض له الأقصى من اعتداءات وغيرها سيكون له تأثير واضح ونتائج ايجابية.

وأكد وزير الاوقاف في نهاية الحوار ان زيادة اكراميات الخطباء ومنح المؤذنين اكرامية لقاء خطبة الجمعة موضوع دراسة في الوزارة وان توجه الوزارة الى اعتبار خطبة الجمعة عمل اضافي يدرس حاليا.

وكان مدير اوقاف اربد الدكتور فايز العثامنة أكد في بداية الحوار وجود 700 مسجد في اربد يتم من خلالها إلقاء 500خطبة جمعة وان هنالك 170 خطيباً من خارج الوزارة وان المديرية تعمل على ان تكون خطب الجمعة منسجمة مع رسالة المسجد والمتمثلة بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتمثيل حضارة الأمة وعنوان رسالتها في رحمة العالمين .

(بترا)