ينتظره الكثيرين كي يتم به ختم عمل ايام اسبوع مضى ، وهو يوم الجمعة الذي يأتي بعد يوم الخميس الذي يتم اختصار وقته لدى الكثير من الناس لأن يوم الجمعة يليه ، وهو يوم الجمعة الذي يعقبه يوم السبت الذي ما يزال الناس يحسدون بعضهم البعض عليه من أن هناك من يعطل فيه وهناك من ملزم بالدوام خلاله ، ولايبتعد عن يوم السبت ثقافة " سبت اليهود " الذي تقول فيه الرواية اليهودية أنه يوم لايعمل فيه اليهود شيء لدرجة أنهم ينادون على جارهم المسلم كي يقوم بإطفاء نور الكهرباء في منازلهم بعد سهرة ليلة الجمعة على سبت .
وهو يوم يرهق به الناس أكثر من أي يوم أخر في الأسبوع لما يوجد فيه من التزامات عائلية من افراح واتراح وزيارات ، ورغم أنه يتوسطه صلاة ظهر الجمعة التي تجتمع بها العائلة عند ذهابهم للمسجد ، ويجتمع بها الجيران عند عودتهم من المسجد يتبادلون الحديث وهو متوجهون لمنازلهم على الأقدام ، وهذا يحدث في القرى والاحياء الشعبية وفي عمان العاصمة يشاهدون عند عودتهم انواع مركبات جيرانهم التي تم شراءها ويتبادلون النظرات بينهم أيهم يملك سيارة أفخم وانظف من الأخر ، وتنتهي القصة بأن يوقف كل منهم سيارته على رصيف الشارع الذي تقع عليه العمارة التي يسكنون بها رغم وجود كراج .
وهو نفس يوم الجمعة الذي كان والدي رحمه الله ولأكثر من اربعين عاما يؤكد ويدعو بأن الجمعة القادمة ستكون صلاتنا في الأقصى وتوفي أبي قبل عامين ولم يصلي الجمعة الأخيرة له وبقية الجمع التي سبقتها في الأقصى ، وهو يوم الجمعة وربما اليوم الوحيد في الاسبوع الذي يشاهد فيه الرجال من الجيران بعضهم البعض في ملابس النوم وهم ذاهبون للمخبز ومن ثم للمطعم لإحضار صحون الحمص والفول وباكيت الفلافل ، وهو يوم الجمعة الذي تعمل فيه محلات بيع الدجاج الحي " النتافات" أكثر يوم في الاسبوع .
وأخيرا هو يوم الجمعة الذي يعتبره البعض من أكثر ايام الاسبوع ارهاقا وتعبا وينتظر أن يأتي يوم الأحد كي يعود لعمله؛ فهناك يمكنه سرقة نصف ساعة كي ينام بها رغم محاولاته لنسيان ما تم صرفه من نقود في يوم الجمعة الذي هو يوم عطلة رسمية ليس بحاجة لقرار من مجلس الوزراء كي يعلن فيه أن يوم الجمعة هو عطلة رسمية كما فعل بيوم السبت بمناسبة رأس السنة الهجرية ؟ .