غريب جدا ما يصدر عن رجالات الدولة السابقين في اوقات فراغهم السياسي ،وتجدهم يملكون قدرات ذهنية يحللون من خلالها واقع البلد بكافة وجوانبه، ويؤخذ بكلامهم في وسائل الإعلام بقوة وعلى أنها مقولات في الصميم وانهم لو خرجوا من فراغهم السياسي سوف يقدمون للبلد الشيء الكثير .
ويبدو هنا أنهم يكسرون مقولة " المسكوت عنه " التي تخيف المسؤول وهو في منصبه ويبدأون في تقديم ما لديهم من افكار بكل جراءة ، وهنا لابد من طرح سؤال عن اسباب الخوف التي تجعلهم يعجزون عن التفكير في صالح الوطن اثناء وجودهم في المنصب الحكومي .
وتلك الحالات كثيرة جدا ومتكررة في الحياة السياسية الأردنية ، لأن تولي المناصب في الدولة تتم بناءا على توصيات وعلاقات اجتماعية واقتصادية ، وهنا لايوجد أية رقابة \او محاسبة على سواء أداءهم أو ما يصرحون به ، وبالتالي فأن الانسحاب من الموقف يكون سهلا ودون \اية خسائر سياسية حالية أو مستقبلية .
وذلك "المسكوت عنه" لديهم أثناء توليهم المناصب يمثل سر بقاءهم في تلك المناصب ويقدم لهم قواعد راسخة في حياتهم السياسية ، وفي نفس الوقت يقدم لهم مفتاح العودة لتلك المناصب كلما اعلنو لأصحاب اقرار أنهم سيكسرون هذه القاعدة ، وهنا لابد من البحث عمن يمتلك القدرة على تحديد ما المسكوت عنه وما الذي لايتم السكوت عنه .
وعند التعرف على صاحب القدرة تلك تصبح الحياة السياسية في البلد واضحة الملامح وغير مخفية ، وإن كانت أسس تلك الحياة السياسية غير سليمه ديمقراطيا ولكن أن تعرف خير من أن نتوهم أن لدينا ديمقراطية ونصدق انفسنا ؟.