في البحث العلمي من العلوم البحتة تحدد المفاهيم بالاستناد إلى مؤشرات علمية من خلال المراقبة والتسجيل والرجوع الى ما سبق من نتائج بحثية ، وبالتالي نجد أن الماء الملوث لايختلف عليه أثنان وكذلك الهواء والطعام وبقية ما يتم اخضاعة للملاجظة والبحث العلمي البحت .
وفي جانب العلوم الانسانية وفي شقها المتعلق بالجوانب الفكرية والعقائدية والتي يتبعها السلوك ، يصعب ايجاد توافق عام موحد على الكثير من المفاهيم بين محتلف المجتمعات البشرية ككل ، وتدخل البشرية في اشكاليات مفاهيمية كبيرة عندا يتم البحث في جانب العقائد الدينية وما ينتج عنها من سلوكيات للأفراد اللذين يؤمنون بتلك العقائد ، وفي خبر يتعلق بالقبض على معلم من داخل غرفته الصفية في الطفيلة من قبل الأجهزة الأمنية وما تبعه ذلك من تصريح لأهل المعلم بأنه متدين معتدل وليس متطرف؛ نجد حجم الخلاف المفاهيمي في جانب السلوك النتائج عن العقائد هنا .
ولعل اقرب شيء لمحاولة تفسير حجم هذا الاختلاف نجده في فنجان القهوة الذي يتم بيعه على الأرصفة ، فهناك من يريده " حلو " أو " وسط" أو" ساده" ، وفي النهاية نجد الذي يحدد درجة حلاوة أو وسطية القهوة أو مرارتها هو بائع القهوة الذي امتلك خبرة في معرفة رغبات زبائنه ، وبالتالي هو من يحدد الدرجات الثلاث للقهوة .
وإلى أن تمتلك الدول والأنظمة السياسية قدرة بائع القهوة على تهديد درجات الفكر الديني سواء كان معتدل أو وسط أو معتدل ، سيستمر مسلسل التجريب في حقوق وحريات الأشخاص من قبل تلك الأنظمة وإلى متى الله وحده يعلم ذلك ؟ .