أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الكركي: ليس لدينا وطن للمبادلة ولا للبيع

الكركي: ليس لدينا وطن للمبادلة ولا للبيع

01-10-2014 11:56 AM

زاد الاردن الاخباري -

قال رئيس الديوان الملكي الاسبق الدكتور خالد الكركي ان الهويّة في الظاهر وصف سياسي للانتماء إلى «دولة» ذات سيادة، لكنّها في الباطن إحساس بأنّ قبل إعلان هذه الهوية دماّ سرى في العروق، وقيماً ملأت الجوانح، وجراحاً صدّعت الروح حبّاً للوطن وخوفاً عليه.

واضاف في محاضرة بكلية الدفاع الوطني، تحت عنوان» الشّخصيّة الوطنيّة الأردنيّة جدل المواطنة والهوية»، ان الرؤية تسبق أولاً، ويليها الموقف الفكري بالعقل الراجح، وتتبعه انتفاضة الوجدان وخلجاته نحو الوطن وأهله، مشيرا الى ان الهويّة والرقم الوطني علامة تسهّل التعريف بالنفس، لكن الهويّة ليست هي الوطن، «فأنْ أكون أردنيّاً في الهويّة والفكر والوجدان، لا يمنعني من عروبتي المشرقة وإسلامي أو مسيحيّتي، ولا يمنعني من حبّ وطن لي».

وتابع» إذا اتّسع الوطن وامتدّ تاهت اللغة، خاصة أنّ الكلام في زمنٍ مقشعر مثل زماننا مغامرة، والمغامرة إن غاب التسامح والشجاعة جنون كما يرى الآخرون،

لهذا أسجل بداية أن هذا زمن انهيار الأيدولوجيا في المنطقة، وزمن صعود التطرف والانغلاق والتعصب، بل وزمن يذكّر بالخوارج والقرامطة والحشاشين، وإن تغيرت الأسماء، فالتخريب واقع، ومنظومات القيم والتعليم والتسامح مهددة بالانهيار.

واضاف ان الشّخصيّة سمة امتزاج شعب بالجغرافيا وفعل التّاريخ عليها، وأعتقد أن خير أمثلة على ذلك «شخصيّة مصر»، و «اليونان»، و «الصين»، و «اليمن»، و «الهند».... فعبر حركة التاريخ ظلت سمات كلٍّ من هذه الشعوب/ الدول واضحة، ولو شابها الغموض أحياناً، وتُنسب الشخصيّة هنا للوطن مهما تغيّرت أشكال البنية السّياسية فيه. وقد تتخذُ البلدان شخصيات عامة أكبر من دين وعرْق وطائفة ولون ثقافي ولُغة، ومثال ذلك: الدولة العبّاسيّة، والولايات المتّحدة الأمريكيّة- دولتا العَولمة.

وحول «الشّخصية الوطنيّة الأردنيّة» قال انها مرتبطة بالدولة والناس، وهذا أمر كان حديث عُمره تسعون سنة، وليس بإمكان الباحث أن يرى سماتها المفترضة خارج حاضنتها الكبرى: الأمة العربية ورسالة الإسلام قبل ما شكّلته «الدّولة» الوطنية لها من سمات، فيما المُواطنة هي قاعدة النّسبة عند النّاس/ أساس الانتماء لوطن، وشرطها في حالتنا أن لا تكون حالة إقليميّة مُتعصّبة، فنحن من أبناء الأمة الذين من حولنا، و»الوطن العربي» أفق «الوطن الأردني» ودولة الثورة في دمشق هي حلم الناس البعيد ولو طال الزّمان.

وبخصوص الجنسيّة، اعتبرها حالة قانونيّة تتحدّد بشرط الإقامة في الأرض والانتساب إلى دولة، وقد تحدّد مشاركة كاملة في الدّولة والحقوق لكنّها لا تجعل شخصاً ما «صالح المواطنة» أو متمتّعاً بالسّمات كلّها، ذلك لأنّه قد يعيش في أرض غير وطنه الأول إذا حصل على جنسيّة بلدٍ آخر، والجنسيّة لا تُلغي علاقة الوِدّ والحنين مع الوَطن الأوّل.

أمّا الـهـويّـة خاصّة في مثل حال البلدان التّي تحوّلت من «العـثـمانيّة» الغائمة إلى «العُروبة» المُنتظرة، فما لبثت أن وجدت نفسها في زمن الهويّات الإقليميّة «القاتلة» كما تشكّلت بعد سايكس بيكو، وبعد ميسلون في البلدان التي خرجت من الدّولة العثمانية بعد هزائمها في الحرب الأولى.

وقال «دعونا نتذكّر أنّ هويّة حكومة فيصل بن الحسين في دمشق كان جواز مُواطنيها يحمل صفة للمواطن أنّه «عربي» وأنّ الإمارة الأردنية كانت «الشّرق العربي» وأوّل صحيفة فيها بالاسم نفسه سنة 1923، وجيشها عربي، وشعاراتها وبيارقها ومزاج شعبها عربي / قومي».

وتساءل هل «الأردنيّة» هويّة نهائيّة تساوي المُواطَنة، ليستدرك قائلا، «السّؤال صعب لأن لدينا «هويّات مُؤجّلة» برسم حقّ العودة، وأخرى معروفة لقطاع من الناس هنا.... لكنّنا نصر – ونحن على حق- أن من هو على هذه الأرض «أردني»، ولو أحسّ بعض أهلنا (أهل الوطن الأوائل ) بأنّ المواطنة غير مكتملة، وشعر شركاء آخرون في الوطن أنّ حقوقهم منقوصة.

وقال ان هناك ثلاثة ركائز تساعد في تشكيل هوية الوطن وشخصية أهله، وهي: الجغرافيّا التي اعتبرها عاملا ثابتا محكوما بصورة الطبيعة التي جاء عليها، وثاني الركائز التاريخ وما يمثله من حركة الإنسان على الجغرافيا وثالثها الحلم وهو الملازم لصاحبه الإنسان/ المستقبل الذي يأتي بسبْعٍ عِجافْ أو بمثلها مكتظة بالسنابل والخير والربيع...

واضاف «نحن اذن أمام سؤال «النّسيج الوطني الأردني» أو «الشخصية الوطنية الأردنية»، وكيف تشكّل وطن عربي حول نبع قرية كان اسمها عمّان وحوله.، وكيف تحوّل الناس من هوية عثمانية غائمة، الى عروبة مذبوحة في ميسلون، ثم إلى وطنية أردنية قد لا تكون كافية أحياناً لأن تكون هوية جامعة.

وزاد «عرب نحن في أعلى قيم البداوة النبيلة، عرب من الأردن، وعرب من الشام والعراق واليمن والمغرب وفلسطين ومصر....ومعهم: شركس وشيشان وبشناق، يحملون مصاحفهم من بلاد القوقاز وأوروبا إلى سيل عمّان وصويلح وناعور، ومنهم: دُروز وأرمن وأكراد وتركمان،ومنهم جميعاً روح من زمان ثورة العرب الكبرى،وعمّان آنذاك عاصمة الروح القومية، ولم يكن في حكومتها الأولى سـنة 1921 إلا وزير واحد من الأردن...

وقال ان هذه العباءات والسيوف والغضب والكرم هي التي مهّدت الطريق لقبول تحدّي بناء دولة الواقع الأردنية مع القبض على جمر دولة الحلم العربي/ فيصل في سوريا ثم في العراق، وعصبة العمل القومي، ووطن في الصحراء يحمل كل شيء فيه سمة العروبة: الجيش والرايات والصحيفة الأولى والمدارس والقصائد وأحلام الشهداء، وقد أدركوا جميعاً ثلاثية عمران الدولة :الـمـعـرفـة،( كتاب العقل، وكتاب العلم)- والـقـوة،.... (قوة الحضارة، وقوة الجند، وقوة العدل والمساواة)،- والـثّـروة، وقد تكون عاملاً حاسماً في التقدم المادي، ولا يمكن أن تتجاوز نقصها إلا شعوبٌ غارقة في الحكمة والعدل.

واضاف «من هنا جاء التسامح والصّبر والمروءة بين سمات المجتمع الذي تشكّل في شرقي الأردن، وفي دولة الوحدة مع فلسطين، وبدأ ربيعه مبكراً قبل تسعين عاماً وتزيد.

وقال ان الثوابت التي ترسّخت لدى الناس (الحقوق الجامعة ومعنى المواطنة والدولة /النظام)، تتعرض إلى رياح عاتية نتيجة ما يجري في هذه المنطقة من مشاريع الاستعمارالجديد، وتصفية القضايا الوطنية على حساب الشعوب، والمشروع الأميركي لذلك كلّه، وانفلات التطرف من عقاله على مدى دول كاملة من حولنا، والناس هنا لا يسلّمون دولتهم وأمنهم لأحد، إلا لسيوفهم، وظل شعار الدولة: «الوحدة والحرية والحياة الأفضل».

واضاف « هزّتنا الزلازل والمتغيرات،وحاربنا قبل أن نكمل عتادنا سنة 1948، وكانت باب الواد التي تعرفون،وصمدنا في وجه حوادث كبرى، وصبرنا على ظلم ذوي القُربى، وظلّت المروءة أعلى سمة في الشخصية الوطنيّة، مهما بدا للناس أحياناً من شروخ في مشهد الفجر الوطني، وغياب رؤى بعض السياسيين الذين لم يسمعوا بزرقاء اليمامة... بل هم نتاج مرحلة عرفية ما عرفوا فيها بناء المشهد الديموقراطي وروح الأردن الجديد.

وقال «إن بيننا من يعرف معنى «الثّورة» و «الحرية»، والديمقراطيّة»..وليس بين معاني هذا كلّه أن تُخرّب الدّولة والوطن من أجل حزْب أو جماعة متطرفة، مهما تدثّرت بالورع وادّعت تمثيلها للمستضعفين، مع ان المعركة الحقيقية هي من أجل العدل والمستقبل ومواجهة التفسير الأميركي للتاريخ (نهاية التاريخ) وأزمنة الصراع على النفط، وحروب المنطقة الإقليمية.

واضاف إننا أمام عالم متوحش، وإرهاب مُنظّم، وبُرجوازيات غير وطنيّة، ونفوس لن تنال شرف «النّفس المُطمَئِنة» لأنها مسكونة بأحلام الخراب والتّعصّب والتّطرف الذي يذبُحنا من عنق كلٍ من حلب وطرابلس وبغداد ودمشق الغالية الفيحاء....لذلك نسأل عن عوامل الهدم وعوامل البناء، :الاستبداد هدم،والفساد هدم،والخوف خراب،والتّبعية لِلآخر خراب مابعده خراب !!»

واضاف ان ادّعاء الثورة ممن لم يعرفوا معناها وتكاليفها وهمٌ وخراب.

واستطرد قائلا «يزيدون كلاماً طويلاً عن: حقوق الإنسان، والديمقراطية، والتعدّدية، وحماية البيئة، وتمكين المرأة.... ثم يضَعون لهذا كلّه عنواناً هو الإصلاح، وكأنّ الوطن قد تأسّس عصر الأمس ... وكأنّ تسعين عاماً ما أنضجت أرواحنا، أو كأن الآباء – قبل المدارس- ما علّمونا الخُلُق والمُروءةُ والمواطنة وكرامة الإنسان ... وأصلحوا ما استطاعوا، لكنّنا هنا نقف من أجل التغيير في سائر مناحي البحث عن صورة الأردن الجديد، ونرى أن مصطلحي «الإصلاح» و «مكافحة الفساد» صارا غطاءين لكل المدّعين والعرفيين ممن حمّلوا الوطن مديونية قد تصل بعد عام إلى أربعين مليار دولار، ولم يرف لهم جفن ولم يتحرك فيهم سؤال وعلينا أن لا نخشى سقوط هذا الحائط أو ذاك، أو إخفاق ما يزيد على (340) مدرسة ثانوية في إنجاح طالبٍ واحدٍ من كلٍّ منها، أو أن يكشف امتحان القبول لوظيفة معلم عن رسوب ألفي مرشح جامعي من أصل (5000) ... علينا أن نملك جرأة الإعتراف بأن الماء قد أصاب الأساس في مواقع منه، وأن زمن التغيير قد بدأ.

ويكون ذلك برؤية سياسية مبصرة، تعيد لكل المؤسسات أدوارها واحترامها حتى لا يظل الحديث عن خرابها وهيبتها مجالاً للهواة من الكتاب والمحللين.

ويكون أيضاً بإدراك عميق للأخطار التي تهدد الدولة، وأن لا نخبئ رؤوسنا في الرمال أمام أزمات وقضايا داخلية وخارجية تمتد من إخفاق التنمية، وأزمة التعليم ، وصولاً إلى خطر القاعدة وداعش ومن معهم من دعاة الخراب دون أن ننسى عدوّنا غربي النهر ، ووصايتنا على القدس وحذرنا من المشروع الأمريكي (مشروع المحافظين) الذين جاؤوا بالفوضى الخلاّقة ثم تركوا الفوضى وعناصر التطرف وعادوا لاستكمال المشروع.

وحول «الوحدة الوطنّية» أو»الوطن البديل»، قال لا شرخ في الوحدة، ولكل حقوقه ووطنه إن كان حُرّاً أو محتلاً أو غارقاً في الدماء وليس لدينا وطن لا للمبادلة ولا للبيع على مايرى السطحيون من أهل السياسة والسذاجة والخراب.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع