أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة فيتو روسي ينهي مراقبة نووي كوريا الشمالية بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات مؤشر نيكي يسجل أكبر مكاسب من حيث النقاط في السنة المالية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام رضيع يلتقم الماء والسكر فقط .. وسوء التغذية...

رضيع يلتقم الماء والسكر فقط .. وسوء التغذية جفف صدر أمه المعدمة

28-09-2014 11:00 AM

جفًّ صدر أمه المريضة بسوء التغذية لفقرها المطقع، ووصل الحال بأبيه أن إنعدمت قدرته على تأمين الحليب البديل لطفله الأول، فهو لم يعالج الأم لضيق ذات اليد، تراكمت عليه الديون والمطالبات المالية وأجرة البيت الواهن واصبح أحد المئتي ألف مطلوب منتظرا الحل الأمثل.. فكيف له أن يؤمن طفله الذي لم يتجاوز عمره الأيام بما كان يتوجب عليه إحضاره للأم قبل شهور في فترة الحمل؟! عجز عن ذلك وتردى الحال وصرعه الفقر والجوع والذهان.!

حوصر الأب فلم يتمكن من العمل بأكثر من ستة دنانير لليومية الواحدة في مطاعم الدرجة الثالثة.. هذا؛ إن أزهر حظه ذات يوميته القليلة.. ففي غالب الأيام لا تحتاجه تلك المطاعم كعامل إضافي إلا في نهاية الأسبوع.. وحوصر أكثر من ذلك؛ مع منافسة أطفال اللجوء في سوق العمل، فهم الأقل أجرة من تلك الأجرة القليلة أصلا.. ولم يجد حتى تلك الدنانير التي تستعصي على كل المعادلات في قبولها القسمة على واحد صحيح.. حوصر بيوميته البالغة ستة دنانير اذا ما كانت المشكلة هي شراء علبة حليب الأطفال التي يصل ثمنها لثمانية دنانير.. وحوصر أكثر؛ لمرض الإكتئاب الذي إختاره ربه له لإكسابه علامة الجودة في الفقر والجوع والحرمان.

هذا الطفل خلق مواطنا صالحا مكتمل العطاء.. حيث بدأ التدرب على خدمة التجنيد الإجباري (خدمة العلم) لحظة حصوله على الرقم الوطني، فشد لها شفتيه على مرود يكتحل به جوعه فلا يشبعه.. وترك الأحزمة وأقمطة الملفع دون أن تحتاج للشد كأحزمتنا يوم نخوتنا للحكومتنا الرشيدة.. وأراد أن يحجب انقباضات الشرج ويمنعها فلا داعي لأن تتحرك.. وترك شيئا للرجولة والذكورة معا؛ فشرب الماء والسكر ليبلل ساقيه التي ما عرفت الفوطة مناهضةً للدلال والميوعة.. مستنبطا لنا طابعا عسكريا جديدا على قدر الجيل والنشئ الحالي وما ملكته أجياله من ميوعةِ وليونةِ الفكين والحنك والشدقين.. وحتى من طراوة الجلد والملمس التي تعرفونها أنتم في جلد أطفالكم.. رعاهم الباري ورعاكم.

ثلاثتهم يسكنون في مديني؛ جرش.. وفي ذات الحي الذي اسكن فيه، وفي الشارع الذي أعبره، وتحت ناظري ولا يزيدهم ذلك إلا بؤساً وبهتاً وهم يسألون عطاء إستنكره عليهم فقر عم لكثرة السؤال والسائلين حيث قلل عددهم أثر الحسنة والصدقة... وعنوان الطفل متوفر لمن اراد يداوي صحته وصحة أبويه.

ليس المطلوب أن تنظروا لأطفالكم بزهوهم ولهوهم ولهمهم للشبس والشوكولاه وشرب الحليب المبستر، وليس المطلوب أن تقدموا صدقة فقط! ولكن المطلوب أن تقدموا ضريبة لذلك المجند فهو إبن وطن.. وطنُ نجوع فيه معا، ونشبع فيه معا، ونموت فيه معا، ونحيا معا..

فلا تغرقون السفينة وقارب النجاة معا.

فحق السائل والمحروم دين في رقابنا.. إن اثقلناه أغرقنا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع