زاد الاردن الاخباري -
سمعت هذا الأسبوع أن دولة الرئيس المبجل ينوي الذهاب إلى الديار المقدسة وأنه يسعى إلى الحج، جعله الله تعالى لشخصه حجا مبرورا أما لمكانته الإعتبارية كرئيس وزراء للأردن فإن ذلك يثير كثير من التساؤلات، من وجهة نظري، حول ما تعكسه رغبة رئيس وزرائنا الشيخ الجليل عبدالله النسور، بعد أن قَبل أن يكون في موقع المسؤولية والمحاسبة، فاختار طريقا قاسيا أمضاها في النيل من جيوب الفقراء في قرارات رفع الدعم عن أساسيات الحياة المعيشية، فهل قرر دولته، أخيرا، التوبة؟
كنت آمل مرافقة دولته أثناء الطواف والسعي، ثم الوقوف في عرفة وسماع دعاءه لله تعالى في يوم المغفرة العظيم، وإن كان سيستغفر الله تعالى على ما فعله بهذا الشعب طيلة فترة رئاسته الحكومة، من حصار اقتصادي في لقمة العيش، ومن تعنت وإصرار أن يدفع المواطن ثمن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت بحق الوطن من قبل الفاسدين والحيتان وأصحاب النفوذ والجهلة الذين تولوا مواقع المسؤولية سنوات طويلة فساهموا في تكريس الديون وزيادتها وغلاء المعيشة وحشر البلد في زاوية إقتصادية حرجة جدا، ودفعها نحو منعطفات حادة، ومن تجاهل شديد ومقصود لخطط التنمية الحقيقية، فهل سيطلب دولته المغفرة على كل تلك القرارات التي اتخذها أم سيطلب المغفرة للمتسببين فيما آلت إليه أوضاعنا المؤلمة ؟
يقول الخبثاء، أن دولة النسور قد يطلب من الله تعالى، في الموقف العظيم، أن يمنح الشعب الأردني المزيد من الصبر، على جميع القرارات التي أصدرها والقرارات التي سيصدرها فور عودته ! لكن الخبثاء لم يوضحوا إن كان حقا ما يزال في جعبة دولته قرارات أخرى قد تسهم في القضاء على المواطن نهائيا، وتحطيمه كليا، وإنتقاله من مرحلة أنه يكلم نفسه طيلة الوقت، ليدخل مرحلة الصمت النهائي، بسبب البطالة والجوع والفقر !!
نسأل الله تعالى أن يقبل ويتقبل الحج من الدكتور عبدالله النسور شخصيا، أما كونه رئيس وزراء الأردن، فاعتقد أن دولته سيواجه صعوبة كبيرة في رفع يديه إلى السماء والدعاء لهذا الشعب بشيء أو بطلب السماح والمغفرة !!