زاد الاردن الاخباري -
قبل أن أبدا بالحديث عن الضربة العسكرية التي قام سلاح الجو التابع للجيش العربي الأردني بضربها فجر اليوم لعدة مواقع تابعة لتنظيم إرهابي حسب قول وزير الخارجية والمغتربين ناصر جودة ووزير الإعلام محمد المومني لدي عدة تساؤلات أود طرحها قبل أن نتكلم في صلب هذا الموضوع الحساس الذي يهدد الهدوء النسبي الذي نعيشه وسط أعاصير ودمار تكتسح الشرق الأوسط الممزوج بدماء الآلاف من قاطنيه منذ بداية الثورات العربية ..
1 - هل قام تنظيم داعش بأعمال ضرت بمصالح الدولة الأردنية حتى يقوم سلاح الجو الأردني بقصف مواقع تابعة له وهي خارج حدود المملكة ( سوريا )؟
2 - هل الأوساط الشعبية والأحزاب الأردنية راضية عن المشاركة في هذا التحالف الهزيل الذي جلب الدمار للعرب من قبل أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق وهو السبب أيضا في انتشار هذه الأفكار ؟
3- أليس من المفترض أن تقوم الدول العربية والإسلامية مواجهة أي أخطار تهددها بنفسها من خلال تحالف عسكري قوي بينها، تحت مظلة جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي دون تدخل أي دولة أجنبية ؟
4- ما هي مصلحة الأردن من ضرب مواقع تابعة لتنظيم داعش وما هو الدافع الرئيسي للمشاركة بتحالف قد يشكل تهديد حقيقي للأردن بعد أن هدد التنظيم دول التحالف بشكل علني مباشرة بعد اجتماع وزراء الخارجية للدول العربية المشاركة في التحالف وبحضور وزيرا الخارجية الأمريكي والتركي من خلال قتل وجز رؤوس المدنيين التابعين للدول المتحالفة ضده .
أرى أن الأردن قد أخطأ بدخوله هذا المعترك العقيم الذي لا نستطيع أبدا الحكم على نتائجه من ضربات جوية لا ندري ان كانت أصابت أهدافها أم لا خصوصا وأن الأردن هي أقرب دولة من دول التحالف لتنظيم داعش الذي تصفه دول التحالف بالتنظيم الإرهابي حيث أن الأردن ستكون مهددة من جبهتين شرقية ( العراق ) وشمالية ( سوريا ) لا سمح الله إذا ما أراد تنفيذ تهديده الذي صرح به التنظيم هذا اليوم .
التخبط والحذر لازم رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور الذي رفض الإجابة على سؤال أحد الصحفيين إن كان الأردن يمر بحالة حرب أم لا ، فيما نستنتج من هذا أن القيادات السياسية العليا وصناع القرار في الأردن مرتبكون بعض الشيء وحذرون من رد فعل الشارع الأردني الذي لا يرغب جله دخول البلاد بمعترك ليس من شأننا الإنجرار إليه .
فبعد الضربة العسكرية التي قام بها سلاح الجو الأردني لأحد المواقع التابعة لتنظيم داعش هدد التنظيم في تصريح علني لأوباما والدول المتحالفة بأنه سيرد دون رحمة ، صحيح بأننا نثق بجيشنا وأبناءه ولكن لماذا ندفع أنفسنا لنار اشتد سعيرها ؟
في النهاية لا يسعني إلا أن أسأل الله عز وجل أن يحفظ الأردن وجيشه وشعبه من كل مكروه وأن يبعد الفتن ما ظهر منها وما بطن عن وطننا الغالي .
شادي الربيحات