زاد الاردن الاخباري -
بقلم : محمد أبو منصور
في المجتمع الأردني و كحال غيره من المجتمعات الفتيه ، يعد العنصر الشبابي الأكثر تأثيراً في قضايا الرأي العام ، و ذات التأثير من المفترض أن يوجد على الصعيد الداخلي للأحزاب و الجماعات و التنظيمات خاصه الكبرى منها .
و في ظل الأزمة الداخلية التي تعيشها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، يبادر شباب الجماعة بتحريك فكره و مشروع كان حبيس أدارج المكتب التنفيذي منذ عدة سنوات ،بعيدا عن هذا الحديث فإنه من الجيد بالتأكيد أن يرى هذا الملف النور خاصه في مثل هذا التوقيت ، و من الجميل بمكان أن يعلو صوت شباب الجماعة بما فيه مصلحة التنظيم برمته .
و انه و من المؤمول من المؤتمر الأول لشباب الإخوان أن يسعى لتحقيق عدد من الطموحات ، و كتجربة أولى من هذا النوع فمن الطبيعي أن تصطدم لجنته التحضيرية بعدد لا بأس به من التحديات التي لا يمكن ابدا وصفها بالسهلة أو اليسيره ، و فيما يلي أجمل عدد من هذه الطموحات و التحديات و أضعها بين يدي شباب الإخوان عامة و اللجنة التحضيرية للمؤتمر خاصة :
- في البداية كنت اتمنى أن تتبع اللجنة آليات تحضيرية أكثر ترويا و ذلك لأن الهدف بطبيعة الحال ليس مجرد عقد مؤتمر و إنما عقد مؤتمر شبابي حقيقي يؤسس لحالة شبابية ناضجة و فريدة من نوعها ، فعلى سبيل المثال : كان على اللجنة التحضيرية أن تقوم بإنشاء عدد من اللجان الفرعية التحضيرية في كافة مناطق المملكة ، بهدف مناقشة التصور العام للمؤتمر و من ثم رفع المقترحات و التعديلات إليها و بتالي الخروج بشكل أكثر ملائمة و نضوج للمؤتمر من الناحية الإجرائية على الأقل ، لا بأن تكتفي تحضيرية المؤتمر بعدد من الجولات تهدف إلى مجرد التعريف بالمؤتمر بصورته الجاهزة و المعده مسبقا ! .
- ضرورة وجود ضمانات من القيادة للشباب المؤتمرين و على رأس هذه الضمانات - على أقل تقدير - أن تكون مخرجات المؤتمر و قراراته ملزمة للقيادة بجناحيها الشورى و التنفيذي ، حتى نخرج من الصورة الكرنفالية التي من الممكن أن يصل إليها المؤتمر .
كما أنه من غير المنطقي رد اللجنة التحضيرية على هذه الحيثيه بأن حضور الشباب هو الضمان ، فهذا بالتأكيد غير كافي ، و لابد من وجود ضمانات حقيقية و مطمئنة ، علما أن ذلك من شأنه تعزيز ثقة شباب الجماعة بالمؤتمر و بالتالي دفعه خطوات نحو تحقيق النجاح المأمول .
- كما أننا نأمل أن نرى تمثيل حقيقي لشباب الجماعة لا تبعا للجغرافيا و المناطقية فحسب و إنما وفقا للإتجاهات و التيارات الشبابية الموجودة داخل الجماعة ، و بالتأكيد هذه الحالة من التنوع هي حالة صحية و إيجابية باتت واضحة لا سبيل لمحاولة إغفالها ، و لابد أيضا من تمثيل حقيقي و دور فعال للمرأة و بالتحديد لشابات الجماعة ، و من الجيد أن نبتعد كشباب عن تلك الحالة " الديكورية " إن صح التعبير و التي عادة ما توضع بها المرأة في مجتمعاتنا العربية .
- و من الجيد بل من المفروض أن ينأى المؤتمر بنفسه عن حالة الاصطفاف الداخلي و أن يبتعد قدر الإمكان عن الخلافات الداخلية ، كما أن عليه توجيه رسالة واضحة لأطراف الخلاف ، فحواها ضرورة نبذ الخلافات و المحافظة على وحدة الجماعة و تمسكها و المضي نحو مشروع الإصلاح الداخلي الذي يعتبر مصلحة عليا لقيادة الجماعة و أفرادها .
و من الجيد أيضاً أن يطرح المؤتمر رؤيته الشبابية للإصلاح الداخلي بما في ذلك تقديم مقترحات لتعديل النظام الداخلي خاصه فيما يتعلق بالانتخابات الداخلية من حيث القانون و الآليات ، و بالتحديد التمثيل الحقيقي للشبابي في الهيئات القيادية ( التنفيذي و الشورى ) بما في ذلك إشراك القطاع الأوسع من شباب الجماعة في هذه الانتخابات و هنا أتحدث بالتحديد عن شباب الجامعات .
- و ربما أن الأهم من ذلك كله ، هو أن يساهم المؤتمر في خلق حالة شبابية إخوانية أكثر تنظيما و إستقلالية ، أي ( مأسسة العمل الشبابي و الطلابي برمته) .
و هذا من شأنه أن يحدث بمجرد إتخاذ قرار بإنشاء مؤسسة شبابية داخلية على غرار شبيبة العدالة والتنمية المغربية و غيرها من المؤسسات الشبابية التي تم إنشائها في التنظيمات العملاقة على مستوى العالم.
علنا نصل في المستقبل القريب إلى إنشاء هيئات شبابية قيادية موازية للشورى و التنفيذي تسهم بشكل واضح و مباشر و حقيقي في اتخاذ القرار - و أتمنى أن لا يكون ذلك مجرد أضعاث أحلام فقط لا غير !- .
- و لا شك بأن أبرز التحديات و أخطرها على المؤتمر هو السعي لإفشاله أو التقليل من حجمه و مدى تأثيره خاصة إن قرر الدخول على خط الإصلاح الداخلي للجماعة -و الذي بات يشكل خطا أحمر - لا أدري لماذا ! - .
في النهاية ، هذا مرهون بمدى جدية اللجنة التحضيرية و مدى مفصلية قرارها في سبيل مواجهة ذلك - إن وجد بطبع - .
المؤتمر خطوة في الإتجاه الصحيح ، سبقت تلك الخطوة المنتظره بفارغ الصبر ألا و هي " المؤتمر العام للجماعة " - الذي أصبح بمثابة الحلم - بهدف تصحيح المسار و رأب الصدع الداخلي و بالتالي تجاوز كافة الخلافات .