بات في حكم المؤكد أن الحكومة البرلمانية قادمة ، ونغمة الحكومة البرلمانية ليست جديدة ، بل لقد حولت الحكومة تطبيقها قبل سنوات ، ولا ندري هل كانت النتائج ايجابية أو سلبية أو بين بين بالنسبة للدولة ، كل ما ندريه أن هذه المحاولة والتجربة غابت سنوات لتظهر واضحة هذه الأيام من خلال خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني ، والملك بقيادته الحكيمة يريد أن يستبق الأحداث ، ويرى ما يريد جيداً ، وهو مقتنع بضرورة تجربة الحكومة البرلمانية لكن بشروط واعية بيّنها في ورقته الخامسة ، وكأنه يقول : نعم للحكومة البرلمانية ولكن قبل ذلك " على الأحزاب أن تولي جلّ عنايتها لتأهيل قيادات كفؤة وقادرة على تولي المناصب الحكومية " هذا هو نص كلمة جلالة الملك ، فالملك لا يرى في بعض القيادات الحالية للأحزاب ما يؤهلها بأن تتولى المناصب الحكومية ، لذا عليها أن تهتم بتأهيل الكوادرة القادرة على قيادة البلد إلى بر السلامة .
أقول : هل انتبهت هذه الأحزاب إلى دعوة جلالة الملك ؟ وهل بدأت بالفعل بتأهيل القيادات الكفؤة ؟ أم ما زالت تغط في نوم عميق من عسل المناصب ، هل بدأت الأحزاب بتوزيع الحقائب على منتسبيها ؟ وهل احتفظ أمناؤها بالمناصب وحدهم لأنهم الأجدر والأقدر ؟ وأخيراً ماذا يرى المواطن العادي في هذه الأحزاب ، وهل هي وسيلته للخلاص والإصلاح ؟ .
إن ثقتنا بالأحزاب من أمينها حتى غفيرها هي ذات الثقة الملكية التي تطلب منهم أن ينتبهوا إلى خلق جيل حزبي قادر على القيادة ، وكأن الكلام الذي بين السطور يقول إن الأحزاب أو بعضها لا تملك هذه الفئة القادرة على القيادة
ودمتم