نفسية "سكّر" تعبانة !!!

"سكّر" اسم قط ابيض اللون شيرازي تركي انغورا الفصيل يعيش في منزل جميل عند احد الاصدقاء في احدى ضواحي عمان ,يبلغ من العمر ستة اشهر , والاستاذ "سكّر" له طقوس خاصة فلديه حمام رمل صحي يمنع تكاثر البكتيريا والفطريات وقد اجريت له في وقت سابق عملية استئصال الخصيتين ويتم تقليم اظافره شهريا بمقص خاص ولديه جلسات حمام تركي عند الطبيب بمعدل مرة شهريا بالاضافة الى ارساله للحلاق كلما احتاج شعره للتهذيب وهذه الحياة التي يعيشها سكر تكلف ذلك الصديق العزيز ما يزيد عن المائة وخمسون دينار شهريا بدون تأمين طبي والمهم في الموضوع وذات يوم ظهرت اثار التعب والمرض على الاستاذ "سكّر" فجأة مما تسبب في ازعاج ذويه فقرروا عرضه على الطبيب المعالج والذي قام باجراء جميع انواع الفحوصات السريرية للاطمئنان على حالته الصحية وخرج الطبيب بنتيجة "ان سكّر لا يعاني من اي مرض عضوي ولكنه تعرض لحالة نفسية حادة لها علاقة بنقص الحنان" فبدأ الطبيب يوجه اسئلته لافراد الاسرة بما جد لديهم مؤخرا فأخبروه بان جميع الظروف عادية باستثناء ان لهم ابنة انجبت طفلا فقرروا استضافتها في المنزل لحين تحسن صحتها بعيد الولادة فصاح الطبيب : وجدتها وجدتها !!! لقد لاحظ عليكم سكّر انكم بدأتم تعتنوا بابنتكم على حسابه مما تسبب في خلق حالة نفسية حادة داخل نفسية الاستاذ سكّر ولم يتمكن من التعبير فانعكس ذلك سلبا على حالته النفسية لذلك عليكم ان تعودوا وتهتموا به ثانية وتعوضوه عن ذلك النقص وفعلا هذا ما تم وعاد سكّر بفضل الحنان الى سابق عهده وبدأ يقضي ما يقارب الساعة جالسا على الشرفة المطلة يراقب حركة المارة والسيارات .
هنيئا لك يا سكّر !! فقد وجدت من يعتني بك ويوفر لك كل ما تحتاج ومن دون عناء فما ينفق عليك تكاد بعض الاسر لا تستطيع الحصول عليه بفعل البطالة والفقر فكم منا من يتمنى ويرغب ان يعيش بنفس المستوى ونفس الظروف التي تمر بها يا استاذ سكر!!!! ولا اعتقد هنا ان سكّر من الممكن وفي اي يوم من الايام ان يفكر بالانضمام الى داعش او حتى الاقتراب منها او ان يرتكب جرما او يتحول الى ارهابي فهو يعيش حياة راقية ومريحة خلافا لتلك القطط البلدية التي تبحث عن قوتها في مكب النفايات ان وجد وتفترش الارض وتلتحف السماء ولا تذهب للصالون ولا للطبيب فهذا هو قدرها اعانها الله وفرج كربها !!!
سائلا العلي القدير ان يحمي القطط البلدية ويؤمن لها حياة كريمة شبيهة بحياة الاستاذ الكبير "سكّر" انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين