أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية غرف الصناعة تطالب بربط شمول الشيكات بالعفو العام بإسقاط الحق الشخصي التنمية: عقوبات لمخالفي جمع التبرعات 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع إسرائيل تغلق معبر الكرامة الحدودي مع الأردن بنك الإسكان يواصل دعمه لبرامج تكية أم علي بمشاركة واسعة من موظفيه في أنشطة شهر رمضان 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة مركز الفلك: الأربعاء 10 نيسان عيد الفطر الإفتاء الأردنية توضح حكم تناول أدوية سد الشهية في رمضان أهالي الاسرى الاسرائيليين يجتمعون مع نتنياهو اسعار الخضار والفواكهة في السوق المركزي اليوم. بوتين: لن نهاجم "الناتو" لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا بديلا لصلاح .. التعمري على رادار ليفربول الانجليزي الصفدي يشكر بريطانيا لتصويتها لصالح قرار مجلس الأمن 3 جرحى بإطلاق نار على حافلة مدرسية إسرائيلية قرب أريحا قصف جوي إسرائيلي عنيف على مدينة الأسرى بغزة ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلي. طلب جيد على الدينار في شركات الصرافة الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من طواقم الهلال الأحمر
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام تعديل المناهج التربويّة

تعديل المناهج التربويّة

18-09-2014 09:00 PM

إنّ التطوير عمليّة ديناميكيّة يجب ان تستمر وأن تطال جميع نواحي الحياة والمجتمعات التي لا يلجأ افرادها وقادتها الى التطوير والتحديث بإستمرار يصيبها الجمود والتحجّر وتبدأ بالتراجع والتخلّف حتّى يصيبها الكسل وينخر فيها الإنحطاط والإتّكالية إلى ان تنتهي .
ولكن ما لجأت اليه الدول المستعمرة منذ بداية القرن الماضي لم يكن تطويرا وإنّما فرض الإملاءات على الشعوب العربيّة المختلفة فمن التتريك وتغيير الأسماء إلى تعليم مناهج اجنبيّة وحتّى التدخل في طقوس العبادات وإدخال الممارسات الفنيّة والترفيهيّة الى المجتمعات العربيّة المحافظة وهكذا عمل الأتراك والفرنسيّون والطليان والانجليز وغيرهم من المستعمرين في عالمنا العربي .
ولكن الاخطر من ذلك ما لجأت اليه امريكا ومن ورائها الصهيونيّة العالميّة منذ سبعينات القرن الماضي من الطلب من القيادات العربيّة إعادة دراسة المناهج التربويّة والتعليميّة التي تدرّس في مختلف المدارس ولكافة المراحل التعليميّة وكانت حجّة الامريكان ان العالم اصبح قرية صغيرة بعد التقدّم الهائل في وسائل الإتصالات والمواصلات والتكنولوجيا وثانيا ان هناك تحولا في المجتمعات كافّة نحو العولمة وثالثا المحافظة على حقوق الانسان في التعبير عن الرأي والمشاركة في إتخاذ القرار إضافة لسقوط الفوارق بين الرجل والمرأة واعطائها حقوق كاملة في الحياة والعمل واخيرا المحافظة على حقوق الإنسان في صحّة جيدة وبيئة نظيفة والحدِّ من الأوبئة والأمراض عابرة الحدود مع ما رافق ذلك من الحديث عن الحوار بين الحضارات والأديان.
قد تكون جميع تلك الأسباب مبرّرة لتطوير المجتمعات وتحسين ظروف الناس وتعزيز نيلهم لحقوقهم لو كان الهدف بريئا ونبيلا ولكن الصهاينة والإدارات الأمريكيّة المنصاعة للصهاينة بحجّة اللوبي الصهيوني الموجود بأمريكا وتأثيره على الإنتخابات الأمريكيّة كانت ترمي إلى غير ذلك .
وكانت نكسة العرب في حرب عام 1967 دافعا للأمريكان لإستقطاب اكبر عدد من الزعماء العرب ليكونوا تحت مظلّتهم وبداية محادثات سريّة وشبه علنيّة بين بعض زعماء العرب والإسرائيليّون بخصوص السلام الشامل والعادل حسب قرار الأمم المتحدة 242 الذي لم يُتفق حتى الان على ترجمة موحدة له وكان الخلاف على ال التعريف ومن هنا بدأ الصهاينة والأمريكان لعبتهم حيث صدقت مقولة موشي ديان وزير دفاع اسرائيل آنذاك للصحفي الهندي كارانجيا بأن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبِّقون .
واقترح الأمريكان على بعض الدول العربيّة إعادة دراسة المناهج التربويّة بمساعدة لجان امريكيّة متخصّصة ومنذ ذلك الحين عدِّلت الكثير من المناهج في مصر ولبنان وغيرها وقد مسّت هذه التعديلات المناهج الدينيّة والتاريخ والتربية الوطنيّة والخرائط الجغرافيّة وغيرها وما زالت هذه التعديلات قيد الإجراء .
وتجري هذه الأيام احاديث بين المواطنين في المجتمع الأردني حول بعض التعديلات على المناهج منها شطب الآيات المتعلّقة بالجهاد في منهاج التربية الدينيّة وشطب ما يتعلّق بالشهيد الطيّار فراس العجلوني وشهداء الجيش العربي في منهاج الصف الثالث التأسيسي وذلك من كتب التاريخ والتربية الوطنيّة واستبدال كلمة فلسطين بكلمة اسرائيل على الاراضي المحتلة عام 1948 من مناهج الجغرافيا وغيرها من مناهج تدريسيّة بحجّة انها تحضُّ على الإرهاب وتزرع بذور العداء لإسرائيل خلافا لإتفاقيّة السلام بين البلدين فهل نجرأ ان نطلب من اسرائيل ان تشطب من مناهجها التربويّة كل ما يدعوا للعداء للعرب والموت للفلسطينيّين في مدارسهم ومعاهدهم الدينيّة لا بل هل تجرأ امريكا على ذلك ؟؟؟؟
لقد وصلنا نحن العرب اجمعين شعوبا وحكّاما ان نرى الظلم والهوان يلحق بنا ونحن ساكتون بل واحيانا نشارك به ضد بعضنا البعض ووصل بإعلاميّينا ومحللينا السياسيّين ومواقعنا الالكترونيّة ان تستطلع المستقبل المر لشعوبنا ودولنا العربيّة من تقسيم جغرافي طائفي وعرقي وإقليمي ونحن نهلل لما يفعله الأمريكان والصهاينة في حين اننا ما زلنا نتغنّى بالوحدة العربيّة وبربيع جلب علينا الويلات ومزّق حدود دولنا مكمِّلا لما ابدعته إتفاقيّة سايكس بيكو قبل مائة عام حين كان الجهل يغمرنا والغباء يملأ عقولنا وما زلنا كذلك إضافة إلى انّ الخيانة والحسد والحقد بات يملأ جوارحنا وضمائرنا وكلُّنا في الهمِّ شرق .
تعديل مناهجنا وتحويرها يعني تغيير ثقافتنا نحو الأسوء ونهاية إنتمائنا لعقيدتنا ووطننا ونسيان ما كان وضّاء بتاريخنا وإن كان قليلا إلى ما هو عكس ذلك تماما والقصد من ذلك هو تربية الأطفال ليكونوا اجيال المستقبل الخانعة للعدو عن قناعة والراضية بالهوان بحجّة انه القدر لذلك فإنّ استمرار هذه الخدعة الصهيونيّة نتحمّل وزرها نحن الواعين من الشعب واولياء الأمور وكذلك الحكّام والعلماء والشيوخ والرهبان لأنّ استمرار هذا التعديل والتحوير جريمة لا تُغتفر ولن يسامحنا الله عليها نحن مع التطوير والتحديث للمناهج الدراسية بما يناسب الظروف المستجدة في بلدنا والوطن العربي لكننا لسنا مع الإملاءات لتغيير المناهج بما يناسب طلبات العدو وامريكا وتثبيت وضع نرفضه من استباحة واحتلال لارض عربية ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية.
وكفانا تدمير ذاتنا ونحن نكاد نؤمن بما يمرّره اعدائنا من يهوديّة الدولة واكذوبة الحرب ضدّ الارهاب والقاعدة وحماس والإخوان وداعش وغيرها بينما تستمر الصهيونيّة العالميّة وامريكا بنسج القصص والأكاذيب التي تداعب خيالنا وتستفزُّ عواطفنا للتغطية على خططهم الجهنّمية للقضاء على كل ما هو جميل في عقولنا وعقيدتنا وضمائرنا حتّى نغدوا صفرا على كوكب الأرض .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة وخلّصه من كل حبائل الشر والاعيب الصهيونيّة وحقظ عليه امنه وامانه وكل معاني المحبّة بين ابنائه .
احمد محمود سعيد
18 / 9 / 2014





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع