زاد الاردن الاخباري -
لا يخلو حديث الشارع الأردني من خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على حدود وطنهم، في الوقت الذي يؤكد فيه الساسة بقدرة جاهزية القوات المسلحة في مواجهة أي خطر يهدد أمن واستقرار الأردن بما في ذلك "داعش".
وفي جولة بين الأردنيين في شوارع العاصمة عمّان وحصدت بعض الآراء التي تؤكد بعضها أن الأردن قادر على مواجهة "داعش" وحماية شعبه، فيما لا يخفي آخرون قلقهم وخوفهم من اقترابه من حدود المملكة ومحاولة دخولها، لاسيما أنّ هناك ما يقارب 2000 جهادي أردني يقاتلون إلى جانب "داعش" و"جبهة النصرة".
ويقع الأردن في منطقة ملتهبة، سوريا شمالاً والعراق شرقاً مما يزيد من قلق قاطنيه، فيقول المواطن سمير الخالدي "داعش منتشر في بلدان كثيرة تحيطنا، لماذا لا نخاف !".
ويضيف مواطن آخر "نحن نعيش في بلد الأمن والأمان وجيشنا متيقظ لما يدور حوله، ولكن رغم هذا داعش على مرمى عصا ويقتلون بلا رحمة وبلا مبدأ".
وأكد الأردن في أكثر من مناسبة على استعداده في مواجهة التنظيمات المسلحة التي وضعت المملكة من ضمن حدود دولتها المستقبلية، إلا أنّ وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، قال في وقت سابق إنّ بلاده مستهدفة من الإرهاب.
وفي هذا السياق، يرى متابعون أنّ موضوع "داعش" أخذ اهتماما كبيرا بين الأوساط الأردنية والنقاشات الإعلامية والسياسية والشعبية حول ما يمثّله من خطر على الأمن الوطني الأردني والشعبي.
من جانبه، يقول الباحث والمتخصص بالشؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمان أنّ "هنالك حالة من القلق الشديد في أوساط الشارع الأردني من موضوع داعش". ويفسر ذلك بالتغطية الإعلامية المحلية والعربية التي طغى عليها بدرجة كبيرة من الاهتمام بما يقوم به التنظيم، سواء على الصعيد الخبري أو حتى مقالات الرأي.
ويضيف أبو رمان بأنّ "ارتفاع نسبة من يتواصلون مع شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى خلق حالة من (الفوبيا) جراء ما يشاهدونه من الصور والأفلام التي تتضمن مشاهد من الذبح والقتل الذي يقوم به أتباع التنظيم في العراق وسوريا، وهو ما أصبح يتم تداوله بصورة واضحة ويشكل جزءاً أساسياً من اهتمام النخبة السياسية والمجالس العامة في الأردن".
ويرى أبو رمان أنّ "الشعور بالقلق من داعش يرتبط أيضاً لدى المواطن الأردني بما يراه من مجمل الحالة الإقليمية، وما وصلت إليه دول ومجتمعات عربية محيطة من فوضى وحروب داخلية وقتل وتمزّق، فيما بقي الأردن في حالة أقرب للحصار الجغرافي بمحيط الفوضى الإقليمية".
وكانت السلطات الأردنية اتخذت مؤخراً إجراءات احترازية داخلية لمواجهة خطر التطرف، حيث شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات من أعضاء التيار السلفي الجهادي، والمناصرين لتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، وتحويلهم إلى الأجهزة المختصة.
العربية . نت